التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان هاري جونستون عدداً من القادة الجنوبيين في الخرطوم وممثلين لقوى المعارضة الذين اتهموا الحكومة، خلال اللقاء، بعدم الجدية في تحقيق تسوية سلمية للنزاع في البلاد. واجتمع جونستون أيضاً في اليوم الثالث من زيارته مع وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وأجريا تقويماً للزيارة ونتائج المحادثات التي أجراها المبعوث الأميركي، خصوصاً في مجالات تحقيق السلام في الجنوب وحقوق الإنسان والتسوية السياسية. وضم وفد "التجمع الوطني الديموقراطي" في الداخل الذي اجتمع مع جونستون الحاج نقدالله عن حزب الأمة وعلي السيد عن الحزب الاتحادي ومحمد محجوب عن الحزب الشيوعي ومحمد وداعة عن حزب البعث ومحمد سليمان عن النقابات وجوزيف اوكيلو عن حزب يوساب والتيجاني مصطفى عن القوى الحديثة. وشدد ممثلو المعارضة على تأكيد "عدم جدية الحكومة في تحقيق التسوية السلمية"، وتحدثوا عن استمرار الاعتقالات في صفوف المعارضين واستمرار الخطر على الأحزاب. وأبلغ قادة المعارضة المبعوث الأميركي رفضهم الحلول الجزئية، معتبرين ان إبعاد أي طرف سوداني من الحل الشامل يعني ان الأزمة ستظل قائمة. وقال هؤلاء للمبعوث إنهم يتوقعون أن تعمل واشنطن من أجل وحدة السودان. وعقد جونستون أيضاً اجتماعاً مع قادة الجنوبيين في الخرطوم، وكان أبرز حضور الاجتماع انجلو بيدا وصموئيل أرو وجوزف ملوال وألبينو أكول وعبدالله دينغ ومكواج تيغ. واعتبر هؤلاء ان خروج رئيس مجلس الجنوب السابق الدكتور رياك مشار من الحكومة لا يعني نهاية اتفاق السلام السوداني مع الفصائل الجنوبية الموقعة. وأوضحوا ان الاتفاق يحتاج إلى خطوات عملية تقوم بها الحكومة لانقاذه من الانهيار. وطالب القادة الجنوبيون المبعوث بدور أميركي فاعل لتحقيق السلام في السودان. واعتبروا ان اجراء استفتاء على تقرير المصير لن يتم إلا بعد توقف الحرب. وتناول جونستون ملف حقوق الإنسان في اجتماع مع أعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، خصوصاً قضايا إبعاد السكان من مناطق أنابيب النفط وخطف الأطفال والنساء وقصف مدرسة في جبال النوبة في الغرب وعمليات الاغاثة.