سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أشاروا إلى اتصالات بين الطرفين "على أعلى المستويات" تمهيداً لمعاودة المفاوضات العلنية . مسؤولون إسرائيليون يؤكدون ان اتفاقاً مع سورية سيوقع الشهر المقبل
أكدت مصادر سياسية إسرائيلية ل"الحياة" ان اتفاق سلام مع سورية "سيوقع" في ابريل نيسان المقبل، مشيرة إلى أن الاتصالات "على أعلى المستويات" بين الطرفين "تعالج القضايا العويصة"، تمهيداً لعودة سريعة إلى طاولة المفاوضات العلنية. وأعربت المصادر ذاتها عن اعتقادها بأن مصادقة الحكومة الإسرائيلية بالاجماع على اقتراح رئيسها ايهود باراك الانسحاب من جنوبلبنان المحتل في حلول تموز يوليو المقبل "باتفاق أو من دون اتفاق" يأتي في إطار هذه المفاوضات التي "لم تتوقف منذ محادثات شيبردزتاون" في الولاياتالمتحدة. وكشفت هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، ان داني ياتوم مستشار باراك للشؤون الأمنية والسياسية التقى أخيراً مسؤولاً عسكرياً سورياً رفيع المستوى "لحل الخلافات" التي برزت في شيبردزتاون، وان استئناف المفاوضات "العلنية" سيكون "لوضع اللمسات الأخيرة" على مسودة الاتفاق الذي سيوقع في الشهر المقبل توطئة لعرضه على الإسرائيليين في إطار استفتاء عام. وأضافت ان المفاوضات التي تجري بوساطة أميركية وبدونها تشمل التوصل إلى اتفاقات اقتصادية وديبلوماسية، إضافة إلى المتصلة بالمسائل الأمنية. وزادت ان المساعدات الاقتصادية التي حصلت عليها إسرائيل ومصر منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد تجاوزت 100 بليون دولار أميركي، و"سورية في أمسّ الحاجة لهذه المساعدات". وحسب المصادر ذاتها، فإن حكومة باراك لن تسمح لسورية في إطار الاتفاق المنشود، باستخدام مياه بحيرة طبرية وستقسم الحدود المتنازع عليها على طول خط الرابع من حزيران يونيو الذي لم يتم ترسيمه من قبل إلى قسمين ليكون ثلثاها لسورية والثلث المتبقي لإسرائيل. وتأتي هذه التصريحات بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قراراً بالاجماع يقضي بسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوبلبنان ونشرها على الحدود الشمالية في حلول تموز يوليو المقبل. ورأت أوساط سياسية إسرائيلية في هذا القرار إشارة جديدة يرسلها باراك إلى الرئيس السوري حافظ الأسد "لحضة على استئناف المفاوضات" فور انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك. وقالت ل"الحياة": "ينتظر باراك انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت، وبعد ذلك عيد الأضحى". وقال وزير الخارجية الإسرائيلي ديفيد ليفي إن قرار حكومته سحب جيشها من جنوبلبنان "سيشكل اختباراً لسورية ولبنان". وأضاف في تصريح للاذاعة الإسرائيلية: "إذا كانت سورية تريد السلام فعلاً، فإن الانسحاب من لبنان سيدفعها في هذا الاتجاه". ونقل عن باراك قوله إن انتشار الجيش على طول الحدود الشمالية "سيعطيه الحق في حال استمرار هجمات حزب الله بالرد بقوة ليس بصفته جيش احتلال بل للدفاع عن حدوده". وفي الوقت الذي أظهر فيه استطلاع للرأي العام الإسرائيلي ارتفاعاً طفيفاً في نسبة المؤيدين للانسحاب 61 في المئة مقابل 56 في المئة قبل شهر واحد، بدا الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي المعروف زئيف شيف حذراً ومتشائماً من "صحة القرار". ووصف شيف في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية القرار الحكومي بشأن الانسحاب، بأنه "تغيير جوهري في النظرية الأمنية لإسرائيل". وأضاف ان هذا التغيير "سيسري رغم عدم التأكد من أنه سيوقف القتال في الشمال، ورغم ان الحفاظ على الخط في المستقبل سيكون أكثر صعوبة وتعقيداً بالنسبة إلى الجيش والقرى الحدودية". أما المحلل الرئيسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم بريتاع، فأشار إلى أن إسرائيل "يجب أن لا توهم نفسها، إذ أن الالتزام الذي قطعه باراك على نفسه في الانتخابات ليس هو الذي أخرجنا من لبنان، بل إراقة الدماء". وأضاف: "لقد الحق مئات عدة من مقاتلي حزب الله الهزيمة بالجيش الإسرائيلي الكبير والقوي... لقد هزموه في المعركة الأهم من كل المعارك: المعركة على الجبهة الداخلية".