طلب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة من المغني الفرنسي اليهودي الجزائري الاصل أنريكو ماسياس تأجيل زيارته المقررة للجزائر في 16 آذار مارس الجاري من دون ان تكشف الاسباب هذا الطلب. وابلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان بوتفليقة اوفد مبعوثاً الى باريس حيث التقى صباح الجمعة المغني وابلغه رغبة الرئيس الجزائري ارجاء الزيارة الى وقت لاحق. وقالت مصادر ان السيد رشيد معريف هو كاتب الدولة المكلف السياحة في عهد حكومة سيد احمد غزالي 1991 - 1992 التقى أنريكو ماسياس باسم بوتفليقة الذي كان اول من دعاه الى زيارة الجزائر خلال لقائهما في امارة موناكو في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ولم تعرف الاسباب الحقيقية لتراجع بوتفليقة عن دعوته المغني، علماً ان ماسياس كان اكد في حديثه ليومية "لوجون انديباندان" امس، انه سيظل متمسك بزيارته للجزائر، وقال ان "الوضع كما هو عليه الآن لا يسمح لي بالتراجع. لأنني اعتبر نفسي جزائرياً حقيقياً وكامل الحقوق". وارجع بعض الاوساط سبب طلب بوتفليقة التأجيل الى كون التاريخ المحدد لها يصادف عيد الاضحى عند المسلمين، الامر الذي قد يسهّل مهمة اعضاء "اللجنة الوطنية المعادية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل" في تأليب الرأي العام الوطني على الرئيس بوتفليقة الذي من المقرر ان يستقبل المغني الفرنسي. وكانت شخصيات وطنية واسلامية وجزائرية معادية لإقامة العلاقات مع اسرائيل، مثل السيد عبدالعزيز بلخادم رئيس البرلمان السابق والسيد عبدالحميد مهري الامين العام السابق لجبهة التحرير الوطنية شكلت، قبل اشهر، هذه اللجنة. من جانبه ابدى عبدالله جاب الله، رئيس حركة الاصلاح الوطني الذي يضم عناصر منشقة عن حركة النهضة اعتراضه على قدوم المغني انريكو ماسياس الى الجزائر "بكل الوسائل السلمية والقانونية"، واصفاً زيارة المطرب اليهودي ب"مؤامرة مدبّرة ضد الشعب وقيمه التاريخية والثورية والحضارية". وجاء موقفه بعد يومين من اصدار 48 اماماً من ولاية قسنطينة بياناً شديد اللهجة يدعو السكان الى مقاطعة زيارة ماسياس، وعبّروا فيه عن رفضهم هذه الزيارة على اساس انها تمثّل "خيانة للتاريخ الاسود لليهود في الجزائر ودعم غير معلن للمستعمر الفرنسي". وتحولت الجمعية العامة التي عقدت الخميس الماضي منظمة بناء شهداء الثورة التحريرية في ولاية قسنطينة حيث ولد المغني الفرنسي حلبة صراع بين مختلف الاعضاء بسبب الخلافات على قدوم المطرب اليهود ي قبل ان تتدخل الشرطة. في موازاة ذلك شكّل عدد من الفنانين والمثقفين "لجنة من اجل السلم والوئام" لدعم الزيارة. يذكر ان أنريكو ماسياس، ولد تحت اسم قاسطون قرونيسيا في ولاية قسنطينة وغادر الجزائر اسوة بغالبية اليهود مع الاستقلال في 1962. ومعلوم ان قسنطينة تُعدّ في الجزائر احد ابرز معالم الحضارة العربية الاسلامية حيث نشأ ودرس رائد النهضة الجزائرية الإمام عبدالحميد بن باديس. كما انها تحتضن اكبر جامعة للعلوم الاسلامية حملت اسم الأمير عبدالقادر.