} وقع على الكرملين كالصاعقة، نبأ مقتل 20 جندياً روسياً في مكمن نصب لهم في ضواحي غروزني. وعلق وزير الداخلية الروسي فلاديمير روشايلو قائلاً: "إنه يوم اسود". واشار مراقبون الى ان الهجوم فند ادعاءات الجنرالات الروس في شأن "القضاء التام" على المقاومة. حاولت القيادة العسكرية الروسية التكتم على نبأ مقتل 20 جندياً روسياً في مكمن في غروزني، الا ان تلفزيون "ان.تي.في" المستقل أعلن في وقت متأخر من مساء الخميس مصرع 12 وجرح 20 من عناصر شرطة مكافحة الشغب في معركة بدأت صباح الخميس. واصدرت وزارتا الدفاع والداخلية بيانات متناقضة عن أرقام القتلى والجرحى في محاولة للتستر على الخسائر. وقدم الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيميسكي تفاصيل الحادث. وذكر ان قافلة شاحنات تقل 98 عنصراً وقعت في مكمن وأحرقت الشاحنتان الأولى والأخرى. وبدأ على الأثر "حصد" الموجودين بينهما بالرشاشات والقذائف وبنادق القناصة، ما أسفر عن مقتل 20 وجرح 39. واكدت موسكو ان الامدادات التي وصلت الى مكان الحادث لم تتمكن من تعقب 40 شيشانياً نصبوا المكمن اذ أنهم وضعوا ألغاماً في طرق انسحابهم. وهذا الحادث الأخطر منذ اعلان الجنرالات عن "انجاز العمليات العسكرية"، وزاد من خطورته انه وقع في منطقة بروميسلوفسكويه بضواحي غروزني على بعد خمسة كيلومترات عن وسط العاصمة التي كان أعلن انها "طُهرت". واعترف وزير الداخلية بأن ما جرى "يوم اسود في تاريخ الشرطة"، وذكر انه سيجري تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن سلامة الطابور. ووصل الى القوقاز رئيس الاركان العامة اناتولي كفاشنين يرافقه عدد من كبار جنرالات الجيش والأمن الداخلي لتفقد الوضع ميدانياً. وبدأت امس حملة "تمشيط" واسعة شملت غروزني وسائر المدن والبلدان التي كان جرى في السابق "تطهيرها". واعترف ياسترجيميسكي بأن "كثيرين" من المقاتلين موجودون في المراكز المأهولة ولديهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المخبأة. وكانت موسكو سخرت من الرئيس اصلان مسخادوف الذي قال ان 23 ألف مسلح شيشاني سيواصلون القتال لمدة طويلة ودعت الى التفاوض لوقف الحرب. وذكر الناطق باسم الكرملين امس، ان اجراءات مشددة اتخذت في موسكو ومدن اخرى لمنع عمليات "ارهابية". وقال ان اهتماماً خاصاً يولى للمنشآت النووية. ودعا الرئيس الانغوشي رسلان اوشيف السلطات الروسية الى عدم تجاهل عروض مسخادوف. واكد في حديث الى صحيفة "فريميا" انه مستعد للتوسط بين موسكو و"الرئيس الشرعي" للشيشان. وحذر من ان "حرب عصابات طويلة" ستجري اذا لم يتم التوصل الى تسوية سياسية. وتسعى موسكو الى فرض رقابة شديدة على أنباء تؤكد ان معارك ضارية تجري في وادي ارغون وتحديداً قرب بلدتي اولوس كيرت واصلانيك شريفوتو. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر عسكرية لم تسمها ان القوات الروسية فقدت خلال الاسبوع الماضي اكثر من 70 قتيلاً و200 جريح قرب اولوس كيرت. حقوق الانسان وعلى صعيد آخر، أعلن مبعوث رئيس الدولة لشؤون حقوق الانسان في الشيشان فلاديمير كالاسانوف ان "اغلاق" غروزني سيستمر حتى نهاية الشهر المقبل. وذكر ان منع الدخول الى المدينة هدفه "الحفاظ على سلامة سكانها". ولم يوضح معنى هذه الصيغة المتناقضة، الا انه اشار الى ان موسكو تنوي فتح مراكز اقتراع في العاصمة الشيشانية لانتخاب رئيس الدولة الروسية في 26 الشهر الجاري. وكشف كالاسانوف ان روسيا وافقت على وجود مراقبين عن المجلس الأوروبي سيعملان ضمن مكتب حقوق الانسان داخل الأراضي الشيشانية. وقال ان أي قيود لن تفرض على نشاطهما. لكنه اضاف انه سيمنع عليهما الإدلاء بتصريحات صحافية أو تقديم تقارير الى المجلس الأوروبي الا بعد أذن من الجانب الروسي.