} هبطت الطائرة التابعة لسلاح الجو التشيلي التي تقل الجنرال اوغوستو بينوشيه في مطار سانتياغو الدولي امس، بعد رحلة من لندن استغرقت 24 ساعة. ونزل بينوشيه مبتسماً من سلم الطائرة ليستقبله بالعناق أفراد عائلته ومسؤولون عسكريون بارزون، بينما احتشد جمع من مؤيديه في المطار لتحيته. وظهرت في الشارع التشيلي ردود افعال متضاربة بين مؤيدي الرئيس السابق وخصومه. سانتياغو - أ ف ب، رويترز- حطت طائرة ال "بوينغ" التي تقل الجنرال اوغوستو بينوشيه في مطار سانتياغو في الساعة 25،10 بالتوقيت المحلي 25،13 ت غ. ولم تتوقف الطائرة التي اقلعت من لندن في ايكيكوي الواقعة على بعد 1460 كلم شمال سانتياغو كما كان مقررا في وقت سابق. واقيمت للرئيس التشيلي السابق 84 عاما مراسم استقبال عسكرية في المطار حضرها قادة مختلف فرق الجيش ومن بينهم الجنرال ريكاردو ايسورياتا الذي خلف بينوشيه في رئاسة الاركان في آذار مارس 1998. وغاب عن المراسم اقطاب حكومة الرئيس التشيلي المنتخب ريكاردو لاغوس الذي قال في حديث نشرته صحيفة ايطالية امس، ان الوقت حان لكي تبرهن تشيلي ان بينوشيه يمكن ان يخضع للمحاكمة. وقال لاغوس الذي يتسلم مهامه الرئاسية في 11 الشهر الجاري ان "الوقت حان لنبرهن ان الجنرال بينوشيه يمكن ان يواجه القضاء في بلاده"، مضيفاً: "اعتقد ان وضع الجنرال بينوشيه يجب تسويته من قبل محاكمنا ومن واجب رئيس الجمهورية ان يتيح للمحاكم العمل بحرية". واكد لاغوس وهو اول رئيس اشتراكي للبلاد منذ سلفادور اللندي الذي اطاحه بينوشيه، ان "دوري هو ضمان استقلالية القضاة"، مشيرا الى ان "هناك قاضيا في تشيلي اعلن رغبته في استجواب الجنرال بينوشيه. وهو الذي سيقرر بدء محاكمة وصياغة الاتهامات". ورفعت الى القضاء التشيلي ستون شكوى حتى الآن ضد بينوشيه الذي يتمتع بالحصانة بصفته سناتورا مدى الحياة، وذلك منذ آذار مارس 1998، بتهمة ارتكاب جرائم وانتهاكات لحقوق الانسان في ظل نظامه. وكانت سانتياغو شهدت تظاهرات لخصوم بينوشيه وانصاره مساء اول من امس. وتجمع حوالي الف شخص معظمهم باللباس الاسود تعبيرا عن الحداد، في ساحة الدستور قبالة قصر "لامونيدا" الرئاسي، حاملين المشاعل والشموع، تلبية لدعوة جمعيات مقربة من ضحايا نظام بينوشيه العسكري 1973-1990. وهتف المتظاهرون ومعظمهم من النساء والشبان الذين امضوا الليل بكامله امام مقر القصر: "لا للنسيان ولا للصفح". وفي الوقت نفسه، عبر مئات من انصار بينوشيه في حي لاس كونديس الواقع على بعد بضعة كيلومترات فقط من مكان تظاهر خصومه، عن فرحهم بعودة الجنرال. وتجمع عشرات منهم امام المستشفى العسكري في حي بروفيدنسيا المجاور ليكونوا في طليعة مستقبليه. ودعت مؤسسة اوغوستو بينوشيه التي تضم خصوصاً اصحاب شركات ورجال سياسة وعسكريين متقاعدين مؤيدين للرئيس السابق، المواطنين التشيليين الى الانضمام اليها من اجل التعبير عن الفرح بعودة بينوشيه. وكانت السلطات البريطانية اخلت سبيل بينوشيه اول من امس، ليعود الى بلاده بعد 16 شهراً من الاقامة الجبرية في لندن، مبررة ذلك بتدهور حاله الصحية، واضعة حداً لاجراءات تسليمه الى اسبانيا بناء على طلب القاضي الاسباني بلتسار غارسون لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب في عهده.