قتلت وحدة من "القوات الخاصة" الاسرائيلية ثلاثة فلسطينيين وأصابت رابعاً بجروح أثناء محاصرتها منزلاً - ما لبثت ان هدمته - كانت مجموعة فلسطينية موجودة فيه في مدينة الطيبة داخل الخط الاخضر. وبررت الاذاعة الاسرائيلية ما حصل، نقلاً عن مصدر عسكري، بأن اعضاء في خلية تابعة ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس كانوا يخططون لتنفيذ "عملية كبيرة ذات ابعاد استراتيجية" وان القرار بتنفيذ العملية جاء "من الخارج". ورجح المصدر نفسه ان يكون وراء العملية الفلسطيني محمد ضيوف، المطلوب الرقم واحد الذي تلاحقه الاجهزة الامنية الاسرائيلية وتعتقد انه موجود في غزة. وبعدما طال الحصار اتخذت الاجهزة الاسرائيلية اجراءات لهدم المنزل على من فيه، لفشلها في اقتحامه وتصفية من تبقى من الفلسطينيين فيه وخشية ان تكون فيه مواد متفجرة ملغومة. وقد قتل احد الفلسطينيين بتفجير المنزل، فيما سلّم خامس نفسه. بدأت العملية في الرابعة والنصف من فجر أمس الخميس عندما طوق عدد كبير من "وحدة مكافحة الارهاب" مبنى مؤلفاً من طابقين في وسط الطيبة. وحسب المصادر الاسرائيلية، طلب من الشبان الموجودين في المبنى الخروج وتسليم أنفسهم، وظهر شابان أحدهما يحمل حقيبة في يده والثاني مسدساً واطلق الاسرائيليون النار باتجاههما، ما ادى الى تفجير الحقيبة التي احتوت على عبوة ناسفة أدت الى مقتلهما وقطع قدم أحد أفراد "الوحدة الخاصة" الاسرائيلية مع الكلب المدرب على اكتشاف العبوات الناسفة. وواصلت القوات الاسرائيلية محاصرة المبنى، وجرى تبادل متقطع لاطلاق النار بين الطرفين حتى ساعات المساء فيما سمع بين الفينة والاخرى دوي انفجارات من دون أن تقدم هذه القوات على اقتحام المبنى التي تعتقد أنه يحتوي على مواد متفجرة. وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك أن اكتشاف الخلية "حال دون وقوع عملية خطيرة كانت تهدف الى عرقلة العملية السلمية". فيما اوضح نائب وزير الدفاع افرايم سنيه، في تصريح للاذاعة الاسرائيلية، أن أفراد الخلية ينتمون الى حركة "حماس" وأنهم كانوا في طريقهم لزرع عبوة ناسفة في إحدى المدن الكبيرة. ورجحت مصادر اسرائيلية أن يكون أفراد "الخلية" قدموا من قطاع غزة. وفرضت اسرائيل تعتيماً اعلامياً على مجريات الحدث كما منعت طواقم التصوير من دخول المدينة. ويُفهم من المعلومات التي حصلت عليها "الحياة". من خلال اتصالات مع أبناء الطيبة، أن اجهزة الامن الاسرائيلية تعقبت المجموعة الفلسطينية التي وصلت الاربعاء الماضي الى المدينة واستأجرت المبنى لمدة شهر. واختارت "القوات الخاصة" الاسرائيلية ساعات الفجر الاولى لمحاصرة المنزل فأفاق سكان المدينة على صوت اطلاق النار ودوي انفجار. ومنذ ذيوع النبأ، سارع اليمين الاسرائيلي الى شن حملة تحريض على المواطنين العرب في الدولة العبرية واتهامهم "بايواء مخربين" في مدنهم وبيوتهم. وحملت التصريحات التي أدلى بها النائبان يسرائيل كاتس وجدعون عيزرا عبارات تحريضية وعنصرية ضد العرب. وفي محاولة للتحريض ضد النائب العربي ابن المدينة احمد الطيبي، قال عيزرا أن أبناء البلدة التي ينتمي اليها الطيبي الذي "صرخ" في وجه وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي منتقداً تصريحات الاخير بشأن لبنان "هم الذين قاموا بايواء المخربين". ووصف النائب الطيبي ل"الحياة" تصريحات عيزرا بأنها "عنصرية ووحشية" وقال ان "اليمين الاسرائيلي ينتهز أي فرصة للتحريض على المواطنين العرب في اسرائيل". وأكد الطيبي الذي شارك في اجتماع طارئ لبلدية الطيبة لمناقشة الحادث رفض جميع المواطنين اتهامات اليمين الاسرائيلي "ووضع العرب في قفص الاتهام"، مذكراً بأن السلطات الاسرائيلية نفسها فرضت على أبناء المدينة إسكان بعض عائلات المتعاونين مع الاحتلال. وقال ان مجلس البلدية قرر الانتظار لمعرفة ملابسات الحادث الذي حافظ طوال يوم امس على غموضه "اذ لا نعرف بعد اذا كان الحديث يدور عن جنائيين او امنيين". ويقيم المئات من الفلسطينيين من قطاع غزة بصورة "غير قانونية" في المدن العربية داخل الخط الاخضر حيث يعملون في المصانع والورشات الاسرائيلية.