هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو بالرد على عملية قتل وإصابة عدد من جنوده في اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين عصر الجمعة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة المحاصر. وكان جيش الاحتلال أعلن عن مقتل نائب قائد وحدة غولاني أليراز بيرتص وهو برتبة "عميد"، إضافة إلى الرقيب أول إيلان سبيتكوفسكي، وإصابة اثنين آخرين بجراح خطرة. وقال نتنياهو "إن طريقة الرد الإسرائيلي على عملية مقتل جنوده معروفة للجميع". ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن نتنياهو في معرض رده على العملية "نشارك عائلات الجنود مأساتهم، كان مصابنا أليما لهذا اليوم، ولكننا سنرد بحزم على كل من يحاول الاعتداء على الشعب الإسرائيلي" - على حد تعبيره- من ناحيته، قال قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال يوآف غالانت "إن الجنود الإسرائيليين حاولوا قتل مقاومين فلسطينيين كانوا يخططون لزرع عبوة ناسفة بالقرب من الجدار الأمني على حدود قطاع غزة، حيث اخترقوا الجدار لعدة أمتار". ونقلت القناة العاشرة عن غالانت أحد المقاومين الفلسطينيين أطلق النار على الجنود من مسافة قريبة للغاية، حيث قتل الضابط بيرتس بالرصاص، فيما قتل جندي وأصيب اثنان جراء انفجار قنبلة يدوية كانت بحوزتهم. وأضاف قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال " كانت خسارتنا فادحة للغاية في هذا اليوم، نأسف لمقتل جنودنا الذين كانوا يدافعون عن الشعب الإسرائيلي"، لافتا إلى أن الجنود لم يتعمدوا الدخول في مواجهات مع الفلسطينيين في هذا اليوم، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا بد وأن يرد على هذه العملية بما يراه مناسبا. من ناحيته، قال وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك تعقيبا على الموضوع "لا توجد للجيش الإسرائيلي أي مصلحة بإشعال الأوضاع على الحدود الجنوبية، ولكن في حال كان الطرف الآخر - في إشارة إلى حماس - يريد إشعالها فنحن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا". ونقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن باراك قوله "في حال استمرت حركة حماس باستفزازنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي حيال إطلاق الصواريخ على الشعب الإسرائيلي، وسنرد على هذه الاعتداءات ولن نسكت عليها أبدا" - على حد قوله - وكانت كل من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة "الجهاد الاسلامي" أعلنتا بشكل منفصل مسؤوليتهما المشتركة عن العملية. وقال شهود إن القوات والدبابات اسرائيلية انسحبت من قطاع غزة امس. وكان جندي إسرائيلي آخر لقي مصرعه قبل عدة أيام بنيران زميله خلال ملاحقة ثلاثة فلسطينيين حاولوا التسلل لمعبر "كيسوفيم" شرق دير البلح وسط قطاع غزة. على الصعيد الميداني الفلسطيني، أكدت مصادر طبية فلسطينية مساء الجمعة ان المواطن هيثم عبدالحكيم عرفات البالغ من العمر 33 عاما استشهد متأثرا بجراحه في قصف اسرائيلي استهدف بلدة عبسان الجديدة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة المحاصر. وقالت المصادر ان عرفات أصيب بجراح خطيرة للغاية دخلها على اثرها غرفة العمليات المكثفة بعد عملية مقتل الجنديين الاسرائيليين شرق المدينة الا ان الطواقم الطبية لم تفلح في انقاذ حياته واعلن عن استشهاده في وقت لاحق من مساء الجمعة. واوضحت المصادر ان عرفات هو أحد عناصر سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الاسلامي، وكانت الدبابات والمدفيعة الاسرائيلية اطلقت نيرانها على منازل المواطنيين الفلسطينيين ما ادى الى اصابة 8 بجراح مختلفة.