استقبل رئيس الحكومة الجزائرية السيد أحمد بن بيتور امس الوزير المغربي المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف الشؤون المغاربية والعالم العربي والاسلامي السيد عبدالسلام زنينيد وتسلم منه رسالة خطية من الملك محمد السادس عن دعم الجزائر ترشيح المغربي عمر كباج لولاية ثانية في رئاسة "البنك الافريقي للتنمية". وكان متوقعاً ان يستقبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المسؤول المغربي، لكن ذلك لم يحصل، الأمر الذي أثار تساؤلات في الأوساط المهتمة بالعلاقات الجزائرية - المغربية، خصوصاً ان امتناع بوتفليقة عن استقبال مبعوث العاهل المغربي جاء في وقت تشهد فيه العلاقات الشائكة دينامكية جديدة. ويرجح مراقبون بأن التصريحات التي أدلى بها المسؤول المغربي لدى وصوله الى مطار الجزائر، ربما تكون السبب وراء رفض بوتفليقة استقباله. ومما قال زنينيد: "ان الرئيس بوتفليقة شخصية مهمة على المستوى العالمي وله مكانة خاصة في المغرب حيث مسقط رأسه، وهو معطى نعتز به كثيراً ونوليه أهمية خاصة في العلاقات بين بلدينا". ومعروف ان بوتفليقة كان يرفض في كل تصريحاته الرسمية الإشارة الى انه من مواليد مدينة وجدة المغربية تجنباً لإثارة الحساسيات الاقليمية في الداخل. لكن أوساطاً سياسية أخرى قللت من أهمية تأثير تصريح المسؤول المغربي على قرار الرئيس الجزائري. وقالت ان فتور العلاقات بين البلدين يعود بالدرجة الأولى الى تصريحات رسمية صدرت عن المسؤولين المغاربة الاسبوع الماضي، وتأكيد المغرب مشاركته في القمة الافريقية - الأوروبية، المقررة في القاهرة بوزير الخارجية بدل الملك، اذ كان من المقرر عقد قمة بين مسؤولي البلدين. وأضافت "ان الرئيس لم يوفد وزير الخارجية الى المطار كما حدث مع وزير الشباب والرياضة المغربي خلال زيارته الجزائر قبل اسبوعين، بل اكتفى بإيفاد الوزير المساعد المكلف شؤون الموازنة علي براهيتي والذي لم يسبق له ان كُلفَ بأي مهمة سواء سياسية أو ديبلوماسية". وكان زنينيد أوضح في مطار الجزائر: "إني محظوظ لأنني كُلفت بأن أزور الجزائر وأتمنى ان تساهم زيارتي في تعزيز العلاقات بين الجزائر والمغرب"، مشيراً الى ان محادثاته مع المسؤولين الجزائريين ستتناول "مختلف الملفات التي تهم العلاقات بين البلدين". وكانت توقعات الأوساط الجزائرية ان يلتقي بوتفليقة المبعوث المغربي لمحادثات في شأن عدد من المسائل أبرزها العلاقات الثنائية ومسألة دعم ترشيح كباج لرئاسة البنك الافريقي للتنمية. ونشطت العلاقات بين البلدين في شكل مميز، اذ استقبل بوتفليقة خلال زيارته الأخيرة الى بانكوك الوزير الأول المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي، كما استقبل في العاصمة الجزائر رئيس البرلمان المغربي السيد عبدالواحد الراضي. وجاءت هذه اللقاءات وسط جو متفائل ازاء نجاح مساعي عقد قمة بين الملك محمد السادس وبوتفليقة على هامش القمة الافريقية - الأوروبية المقررة في 3 و4 نيسان ابريل المقبل في القاهرة. وتندرج زيارة المبعوث المغربي في اطار جولته في دول المغرب العربي لدعم ترشيح كباج لرئاسة البنك الافريقي للتنمية خلال الاجتماع المقبل لمجلس إدارة هذه المؤسسة. وأكدت مراجع رسمية ان الحكومة الجزائرية اعلنت مساندتها كباج "من دون أي مماطلة، أي لدى اعلانه ترشيح نفسه لولاية جديدة". الى ذلك أ ف ب اعلن مصدر رسمي في العاصمة الجزائرية ان الرئيس بوتفليقة تلقى دعوة للمشاركة في قمة الدول النامية الأعضاء في مجموعة ال15 المقررة يومي 19 و20 حزيران يونيو المقبل في مصر. وجاءت هذه الدعوة في رسالة وجهها اليه الرئيس مبارك نشرت أول من أمس في العاصمة الجزائرية. وكانت هذه المجموعة انشئت في العام 1989 مقابل مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع التي اصبحت مجموعة الثماني بعد انضمام روسيا اليها. وتضم مجموعة ال15 حالياً 17 دولة هي الجزائر والارجنتين والبرازيل وتشيلي ومصر والهند واندونيسيا وكينيا وجامايكا وماليزيا والمكسيك ونيجيريا والبيرو والسنغال وسريلانكا وفنزويلا وزيمبابوي.