سلم وزير الداخلية المغربي السيد ادريس البصري رسالة من العاهل المغربي الملك الحسن الثاني الى الرئيس الجزائري السيد عبدالعزيز بوتفليقة الذي استقبله اول من امس في الجزائر. وهو اللقاء الاول بين بوتفليقة ومسؤول مغربي منذ انتخابه رئيساً للجزائر في 15 نيسان ابريل الماضي. وصرح البصري في ختام اللقاء ان مضمون الرسالة التي تلقاها من الرئيس الجزائري رداً على الموقف المغربي "يطبعها الإخاء والصراحة والتوجه نفسه". واضاف انها "تنبئ بالخير والتفاهم ازاء مستقبل الشعبين والبلدين والمغرب العربي"، في اشارة الى رغبة الرباطوالجزائر في فتح صفحة جديدة في علاقاتهما. وتوقعت مصادر ديبلوماسية مغاربية ان يفسح الانفراج في علاقات البلدين امام انعقاد قمة مغربية - جزائرية تجمع للمرة الأولى الملك الحسن الثاني والرئيس بوتفليقة. ويتردد في الرباط ان اتفاقاً تم في شأن هذه القضية، لكن موعد اللقاء لا يزال قيد البحث في ضوء التزامات الطرفين، في مقدمها انشغال الجزائر بالاعداد للقمة المقبلة لمنظمة الوحدة الافريقية في منتصف الشهر المقبل وزيارة الملك الحسن الثاني المقررة الى فرنسا بعد اسابيع. واكدت المصادر ان هناك "رغبة متبادلة في اطلاق اشارة قوية للانفتاح" تتمثل في اعادة فتح الحدود المغلقة منذ صيف 1994. لكن لا يُعرف هل سيُتخذ القرار قبل القمة ام بعدها، بالنظر الى الضغوط المتمثلة في عودة عشرات الآلاف من المهاجرين المغاربة والجزائريين الى بلديهما خلال هذه الفترة. ويفضّل عدد كبير من الرعايا الجزائريين العودة الى بلادهم عبر الاراضي المغربية، من خلال العبور الى طنجة او سبتة او مليلية. لكن اغلاق الحدود اضطرهم الى التوجه مباشرة الى الجزائر من بلدان المهجر. واعتبر اكثر من مراقب مشاركة البصري في اجتماعات وزراء خارجية بلدان غرب حوض البحر المتوسط "اشارة قوية" من المغرب لجهة تكريس الانفتاح على الجزائر. ولاحظت مصادر مغاربية ان زيارة البصري للجزائر هي الاولى منذ "الازمة الامنية" التي أدت الى اغلاق الحدود، اثر تورط رعايا جزائريين وفرنسيين ومغاربة في هجمات على فندق اطلس - اسني في مراكش ومراكز مدنية في فاس. لكن البصري سبق ان التقى وزراء الداخلية المتعاقبين في الحكومة الجزائريةمرات عدة في ايطاليا والقاهرة وفرنسا. وقال مصدر رسمي في الرباط ان العلاقات المغربية - الجزائرية في جانبها الامني لم تنقطع على رغم اغلاق الحدود، لكن انتخاب بوتفليقة انعش الآمال في الوفاق المغربي - الجزائري. وثمة معطيات تشير الى ان نزاع الصحراء الغربية الذي تسبّب في تأزيم علاقات البلدين سيُبْعَد عن مسار الحوار المغربي - الجزائري، على اساس التزام دعم خطة التسوية التي ترعاها الاممالمتحدة في الصحراء. وصدرت عن مسؤولين مغاربة وجزائريين في الفترة الاخيرة تصريحات تدعو الى تحسين العلاقات على رغم ما يعتريها من صعوبات.