اعربت مصادر اصلاحية ل"الحياة" عن خشيتها من تعرض الرئيس محمد خاتمي لمحاولة اغتيال اذا لم يتم القضاء على الجذور المرتبطة بمحاولة اغتيال سعيد حجاريان، الشخصية الاصلاحية البارزة. فيما حذرت مصادر محافظة من "سعي البعض الى استغلال الاعتداء على حجاريان لتصفية حسابات فئوية". واوردت الصحف القريبة من الاصلاحيين معلومات عن وجود حلقة نافذة في اجهزة تابعة للدولة، تقف وراء اعمال العنف في ايران. وجاء التحذير من ان يكون الرئيس خاتمي هدفاً لمحاولة اغتيال على لسان مصدر مطلع في حزب جبهة المشاركة الاصلاحي، الذي لفت الى ان مثل هذه المحاولة "قد ينفذها اشخاص مرتبطون بالمجموعة التي حاولت اغتيال حجاريان" في 12 آذار مارس الجاري. وقال هذا المصدر الذي تحدث الى "الحياة" طالباً عدم الكشف عن اسمه: "انه اذا لم يتم التعاطي بحزم مع المتورطين في الاعتداء على حجاريان، ولم تتم معالجة القضية من جذورها فاننا سنشهد تكرار مثل هذه الاحداث، وسيكون الرئيس محمد خاتمي الهدف المقبل". ورأى ان المتورطين لم يقدموا على المحاولة ضد حجاريان من تلقاء انفسهم. واضاف انه لا يستبعد "وجود اشخاص متنفذين في بعض الاجهزة، العسكرية او الامنية، يقفون وراء دعم المجموعة" التي تم القاء القبض عليها في محاولة اغتيال حجاريان. واوضح ان هؤلاء الاشخاص يحملون الافكار ذاتها التي كان يحملها سعيد امامي العقل المدبر لعمليات الاغتيال التي استهدفت عام 1998 شخصيات سياسية وفكرية. ولفت المصدر الى ان "نفوذهم في تلك الاجهزة لا يعني تورط الاجهزة ذاتها في ما يخططون له مثل الحرس الثوري او البسيج الا ان مواجهتهم تستلزم عزماً جديداً من المسؤولين كافة"، وشكك بوجود مثل هذا العزم. واضاف ان الرئيس محمد خاتمي "يريد التوصل الى حل يقضي على جذور العنف"، خصوصاً اثر رسالة الدعم التي تلقاها من المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي بشأن التعاطي الحازم مع ملف محاولة اغتيال حجاريان. وقال الصحافي الاصلاحي عماد الدين باقي "ان عدداً من موظفي هيئات تابعة للدولة يقفون وراء اعمال العنف، وقد اسسوا حلقة لها وجود في صفوف وزارة الاستخبارات والشرطة والحرس الثوري الباسدران والاذاعة والتلفزة الرسميين". ولم يعط باقي مزيداً من التفاصيل عن طبيعة نشاط هذه المجموعة. واضاف "ان الاعتداء على حجاريان لا يمكن ان يكون قد تقرر بصورة فردية"، آخذاً على وزير الاستخبارات علي يونسي "السعي الى دفن قضية حجاريان". وكان يونسي اعلن القبض على عشرة اشخاص بينهم خمسة يعتبرون المعتدين الرئيسيين وقال "انهم اقدموا على فعلتهم من تلقاء انفسهم وانهم غير مرتبطين بأي جهة او فصيل سياسي". واوضح يونسي في مؤتمر صحافي "ان الحرس الثوري كان له دور كبير في اعتقال المتورطين وان مطلق النار على حجاريان، ويدعى سعيد عسكر، هو طالب في الجامعة الحرة في طهران، وان احد المتورطين معه يعمل في الحرس الثوري". وحذّرت مصادر نافذة في التيار المحافظ من "محاولات البعض - في اشارة الى التيار الاصلاحي - استغلال محاولة اغتيال حجاريان لتصفية حسابات فوئية"، وقال عسكر اولادي، الامين العام لجمعية المؤتلفة، التي تسيطر على البازار، ان هؤلاء لا يهمهم ابداً الحفاظ على صفاء الجو السياسي الداخلي، داعياً "الاحزاب ومسؤولي الحكومة الى الابتعاد عن اولئك الذين يريدون ضرب الوحدة الوطنية".