استبعِدت مبدئياً فرضية ضلوع طرف خارجي بمحاولة اغتيال سعيد حجاريان إحدى أبرز الشخصيات الاصلاحية في ايران، بعد الاتهامات المتبادلة بين أطراف محافظة وأخرى اصلاحية بالوقوف وراء الاعتداء. لكن كشف أسماء بقية المتورطين حمل معطيات جديدة، أبرز دلالاتها التوجه الى كشف كل ملابسات المحاولة، بعد دخول كبار صناع القرار، خصوصاً المرشد آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي، على خط متابعة الملف مباشرة. وصدرت عن المصادر الاصلاحية والمحافظة مواقف متناقضة تربط بين مطلق النار على حجاريان، سعيد عسكر وبين الطرف الآخر. وأعلنت أمس هوية بقية المتورطين بمحاولة الاغتيال، الذين ساندوا سعيد عسكر، ونقل التلفزيون الايراني عن "مصدر مطلع" اسماء هؤلاء وهم محمد مقدمي وحسين مقدمي ومحسن مجيدي درجئي وموسى جانبساري ومهدي روغني، في حين تردد أن عسكر لعب دوراً في اقتحام الحي الجامعي في طهران. وأكد المصدر الأنباء التي تحدثت عن قيام سعيد عسكر بمحاولة اغتيال المسؤول السابق في "لجنة امداد الإمام الخميني الخيرية" قاسم شفيعي، واللجنة هي مؤسسة خيرية يشرف عليها التيار المحافظ، وتقدم خدماتها للعائلات الأكثر فقراً. ولم يحدد المصدر الجهة التي يرتبط بها المتورطون بمحاولة اغتيال حجاريان لكن الأوساط المحافظة والاصلاحية تبادلت الاتهامات. وقال عضو الشورى المركزية في "جمعية المؤتلفة الاسلامية" حميد رضا ترقي محافظ ان "المتورطين هم من جبهة الثاني من خرداد" التيار الاصلاحي و"كانوا ينتمون الى حزب جبهة المشاركة" القريب الى الرئيس خاتمي. ورأى ان الاختلافات والمشاكل بين الأحزاب الاصلاحية هي السبب الرئيسي لمحاولة الاغتيال. وزاد: "الجميع يعرف ان والد سعيد عسكر هو رئيس إدارة التربية والتعليم في منطقة شهرري جنوبطهران وهو من الاصلاحيين، وكان سعيد حجاريان يواجه قبل محاولة اغتياله خلافات مع أعضاء هيئة التحرير في صحيفة صبح إمروز التي يديرها". واعتبر ان "جبهة الاصلاحيين استهدفت عبر ازاحة أبرز أعضائها حجاريان تغيير قيادتها". وأكدت مصادر محافظة، عبر الشبكة الاخبارية الخاصة بكبار المسؤولين التابعة للتلفزيون، ان أحد المتورطين ينتمي الى "جبهة المشاركة" و"رابطة العلماء المناضلين"، أبرز تيارين اصلاحيين. وتولت صحيفة "صبح أمروز" والجبهة الرد على "ادعاءات" المحافظين، وجزمت بأن الضالعين بمحاولة الاغتيال "مرتبطون بالتيار المحافظ". وكتبت الصحيفة ان سعيد عسكر منفذ المحاولة "كان يتصرف على أنه مسلم مؤمن، وحاول دائماً أن يظهر نفسه بزي مقاتل في الحرب مع العراق، على رغم ان عمره كان أقل من عشر سنين لدى انتهائها اذ أنه من مواليد 1981"! وأشارت الى أن عسكر كان معروفاً بمواقفه المتطرفة، وطرد من أحد المساجد بسببها كما لعب دوراً في اقتحام الحي الجامعي في تموز يوليو الماضي. وجاء في تقرير الصحيفة ان سعيد عسكر "كان بين المجموعات التي شاركت في تلك الأحداث، وهي ترتدي اللباس المدني كما شارك مع زملاء له في قتل فتاة بالرصاص عام 1999، لأنهم اعتبروا تصرفها غير متناسب وتعاليم الاسلام. وينتمي هؤلاء الى مجموعة تعقد لقاءات اسبوعية للبحث في القضايا السياسية، وقامت بمحاولتي اغتيال للمسؤول السابق في لجنة الامداد الخيرية، قاسم شفيعي، لكنها لم تنجح في قتله". وخلافاً لما أعلن سابقاً، كشف حزب "جبهة المشاركة" ان "المتورطين بمحاولة اغتيال حجاريان لم يسلموا الى وزارة الاستخبارات"، وأعرب عن قلقه من عدم اعلان المعطيات الكاملة في شأن الضالعين والمخططين، متسائلاً عن "الأسباب والجهات التي تحول دون تسليمهم الى وزارة الاستخبارات". وشددت "جبهة المشاركة" على احتمال اعتقال آخرين، موضحة ان "الاعتقالات نفذها جهاز عسكري الجمعة الماضي، ويبدو أن سبب تدخله في القضية هو ارتباط عدد من الموقوفين بهذا الجهاز، كما تتردد أنباء عن ارتباط بعض المتورطين ببعض الجهات والأشخاص الذين كانوا يروجون للعنف في الأشهر الأخيرة، ويطلقون تهديدات ضد قوى التيار الاصلاحي".