بغداد - أ ف ب - يستعد العراق الذي ازدانت شوارعه باللافتات والملصقات للانتخابات التشريعية التي ستجرى في 27 الشهر الجاري ويتنافس فيها 522 مرشحا لشغل 220 مقعدا لولاية تستمر اربعة اعوام. وتنظم فروع حزب البعث الحاكم في العراق ندوات في مقرات الحزب والمدارس لكل المرشحين سواء كانوا بعثيين او غير بعثيين بهدف اتاحة الفرصة امامهم للتعريف بأنفسهم وتقديم لمحات عن ادوارهم الوطنية والاجتماعية والرد على الاسئلة والاستفسارات التي توجه اليهم من الحضور. ويميز المرشحون البعثيون انفسهم بعبارة "انتخبوا مرشح الحزب"، بينما يستخدم المرشحون المستقلون عبارة "انتخبوا مرشحكم" على اللافتات البيض التي تعرف بالمرشحين في المنطقة الانتخابية. وتتحمل الدولة تكاليف الحملات الاعلامية لكل واحد من هؤلاء المرشحين. وتؤكد الصحف العراقية يوميا ان المرشحين في مدن العراق "يواصلون استعراض مساهماتهم الوطنية في قادسية صدام المجيدة وام المعارك الخالدة دفاعا عن وطننا الغالي ونشاطاتهم الاجتماعية والثقافية خدمة للعراق العظيم والمسيرة الظافرة لثورة 17-30 تموز يوليو العظيمة". كما يعرض التلفزيون لمحات عن حياة المرشحين ولقطات للندوات التعريفية. ويبلغ عدد المرشحين لشغل مقاعد "المجلس الوطني" البرلمان في دورته الخامسة 522، بينهم 25 امرأة يمثلون مختلف شرائح المجتمع لشغل 220 مقعداً من مقاعد المجلس البالغ عددها 250. وينتمي هؤلاء المرشحون الى شرائح مختلفة من المجتمع. فبينهم مهندسون واطباء وموظفون متقاعدون وحاليون ورجال دين ورؤساء عشائر وصحافيون واصحاب معامل وضباط متقاعدون. أما ممثلو منطقة كردستان للحكم الذاتي فسيتم تعيينهم بسبب ظروف المنطقة، حيث يفترض ان يصدر الرئيس العراقي صدام حسين مرسوما جمهورياً يعين بموجبه 30 شخصية كردية لتمثيل هذه المنطقة في المجلس. وتشير الصحف الى نسبة عالية من "الوجوه الجديدة" بين المرشحين او من الذين شاركوا في الدورات السابقة ل"المجلس الوطني" مثل رئيس المجلس سعدون حمادي وحوالي ستة اعضاء آخرين فقط ابرزهم وزير الثقافة والاعلام السابق حامد يوسف حمادي. وذكر مصدر عراقي ان "الدماء الجديدة التي ستدخل معترك العمل البرلماني ستعطي للمجلس في دورته المقبلة دفعا جديدا لمواكبة المهمات التي يقوم بها باعتباره ممثلا لمختلف شرائح الشعب العراقي". واشار الى ان في مقدم الوجوه الجديدة المرتقبة في العمل البرلماني العراقي المقبل سيكون عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي. وانحصرت المناقشات التي تدور في اللقاءات التعريفية للمرشحين في موضوع الصلة بين العضو المرتقب والناخبين من جهة وكيفية اعلامه بالمشاكل لمتابعتها. واثار المواطنون في احد اللقاءات التي تمت في جانب الرصافة موضوع الخدمات التي تقدمها المؤسسات الرسمية وطالبوا بوعود من المرشحين لمعالجتها وفي المقدمة ما تقوم به مؤسسات امانة بغداد. ويتفق المرشحون والناخبون على ان ظروف الحصار المفروضة على العراق منذ نحو عشر سنوات تحتم على كل الاعضاء الوقوف صفا واحدا في المجلس للدفاع عن حق العراق في انهاء هذه المعاناة في اقرب وقت ممكن. وكانت الهيئة العليا المشرفة على الانتخابات دعت كل المشمولين بالعمل يوم الانتخابات الى الادلاء بأصواتهم بين 20 الى 25 الشهر الجاري ليتفرغوا بشكل كامل لاستقبال الناخبين في مختلف المناطق الانتخابية. وكان وزير العدل شبيب لازم المالكي صرح قبل اسبوع بأن عدد الناخبين الذين يحق لهم الادلاء بأصواتهم يبلغ 5،8 ملايين شخص.