الاستاذ جهاد الخازن تحية طيبة وبعد، فإنك، في "الحياة" 5/3/2000م، خطّأت قول القائل: "أجور ومرتبات العاملين"، ولا ادري هل هذه لغة خاطئة أم ضعيفة مرجوحة؟ وهذا الفصل، بالعطف، بين المُضاف والمُضاف اليه، يزداد قبحاً كلما تعدد العطف، كأن يقول قائل: أجور ومرتبات ومكافآت وحوافز ونفقات العاملين. فإن القارئ ربما تصعد روحه الى بارئها، قبل ان يعرف: أجور من، ومرتبات من…، أي قبل ان يعرف المُضاف اليه، بعد ان عرف المُضاف. لكن قوله تعالى: إن الله بريء من المشركين ورسوله ليس من هذا الباب، وإذا قلنا: "ان الله ورسوله بريئان من المشركين" لا يقال ان هذا القول خطأ في اللغة، لكن الاول أفضل من حيث جماله وايقاعه. ومثله قوله تعالى: لولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات، فيه تكريم للنساء بأفرادهن بوصف مخصوص بهن، من دون اللجوء الى دمجهن مع الرجال، ووصف الفريقين بتغليب المذكر على المؤنث في الوصف، لا سيما وان الوصف المذكّر سيكون بعد اسم مؤنث، في جملة تقدم فيه اسم "الرجال" على اسم "النساء". وكذلك قوله تعالى: فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، ليس من الخطأ اللغوي ان يقال فيه: "فسيرى الله ورسوله والمؤمنون عملكم"، لكن كلما كثرت المعطوفات طال الفاصل بين الفاعل والمفعول، هذا بالاضافة الى النواحي الجمالية والموسيقية التي يفضل فيها القول الاول على القول الآخر، والله أعلم بالصواب. د. رفيق يونس المصري جدة. من جهاد الخازن: معك حق، وأنا مثلك لا اعرف ان كانت لغة خاطئة او ضعيفة، لذلك أفضّل ان استرشد بما ورد في القرآن الكريم. وكان هناك مثل آخر في زاويتي هو "أحلّ لكم صيد البحر وطعامه"، وانا واثق من ان القول "صيد وطعام البحر" خطأ وليس مجرد انه ضعيف. وهناك شيء قريب فالقول مدير عام وزارة… خطأ والصحيح: المدير العام لوزارة… وعلى الأقل فأنا هنا اعرف السبب، وهو ان الموصوف لا يُضاف الى الصفة، وهناك استثناءات قليلة لها تفسير خاص. وما دمنا في الموضوع فقد استشهدت بحديث هو "مثل المؤمن كالخاصة من الزرع…" وطبعت الخاصة خطأ فأصححها هنا.