} تعرض الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى منغصات في اليوم الأول من جولته في جنوب آسيا. وواجه انتقادات حادة بسبب زيارته المرتقبة لباكستان والتي اعتبرت دعماً للانقلابيين العسكريين في إسلام آباد. كما اضطر الى تعديل برنامج زيارته لبنغلاديش بعد رصد معلومات عن اعتداء محتمل عليه. وزاد الأمور تعقيداً اتهام مصادر استخباراتية هندية "متطرفين من باكستان" بالتورط مع ارهابيين تاميل في التخطيط للاعتداء على الرئيس الاميركي. بدا ان اطباق "تندوري الروبيان" وخبز "سيكاندري نان" الهندي التقليدي، كانت موضع استحسان الرئيس الاميركي بيل كلينتون لدى تناوله العشاء في مطعم "بخارى" في فندق "موريا شيراتون" في نيودلهي ليل اول من امس. لكن مجريات اليوم الاول من زيارته لم تكن بالسلاسة ذاتها. اذ طرأ تغيير مفاجئ على برنامج الزيارة اثر تقارير عن احباط محاولة للاعتداء عليه يُعتقد ان متطرفين ينتمون الى "حركة تحرير نمور تاميل ايلام" خططوا لتنفيذه في غابات بنغلاديش الكثيفة. واتهمت تقارير للاستخبارات الهندية عناصر من جهاز الاستخبارات الباكستاني "آي إس آي" بالتورط في محاولة الاعتداء. وأفادت مصادر موثوقة ان مسؤولين في الاستخبارات الاميركية حصلوا على معلومات عن اتصالات جرت باللاسلكي بين ارهابيين في المنطقة التي يتعيّن على الرئيس كلينتون ان يجتازها على متن طائرة هليكوبتر في طريقه لزيارة قرية جويبورا في بنغلاديش. وتعتبر هذه القرية نموذجاً للإدارة الذاتية التي ازدهرت بالاستفادة من نظام مشاريع الاعمال المدعومة بالسلف في مجال انتاج الرز، اضافة الى الحرف اليدوية. وعدلت زيارة الرئىس الاميركي ليتفادى اجتياز اكثر من 40 ميلاً فوق منطقة تغطيها غابات كثيفة. وصرح الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت بان كلينتون سيجتمع مع زعماء قرية جويبورا في العاصمة داكا. كما الغيت خطط الرئيس الأميركي لوضع اكليل من الزهور على نصب لشهداء بنغلاديش قرب جويبورا. وحسب تقارير الاستخبارات الهندية فان هذه المنطقة، التي تحاذي المرتفعات الواقعة في الشمال شرقي الهند، تعتبر ملاذاً لمقاتلين ينتمون الى "جبهة تحرير اسام الموحدة" و "حركة تحرير نمور تاميل ايلام". لكن المصادر أوضحت ان الاستخبارات الاميركية التقطت ايضاً بعض المعلومات بشأن تورط متطرفين من باكستان. وفي تطور اضفى مزيداً من الجدل على جولته، تعرض كلينتون الى انتقاد عنيف من جانب السناتور لاري بريسلر خلال احتفال اُقيم صباح امس في مقر اقامة رئىس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي، في مناسبة انطلاق مهرجان "هولي" احتفاءً بحلول موسم الربيع الذي يجري خلاله التراشق بالمياه الملونة. وحضرت تشيلسي كلينتون وجدتها الاحتفالات. وعبّر بريسلر عن أسفه لقيام ادارة كلينتون بالغاء معظم القيود التي فُرضت على باكستان بموجب "تعديلات بريسلر" التي كان الكونغرس اقرها . كما انتقد بقوة الزيارة التي سيقوم بها كلينتون لباكستان، ووصفها بأنها "خطوة لاضفاء الشرعية على الحكومة الحالية". وهي المرة الثانية التي ينتقد فيها سناتور اميركي رفيع المستوى علناً وبشدة، قرار الرئيس زيارة باكستان. ولم يمكن الحصول على تعليق من مسؤولين في البيت الابيض، لكن كيكي منشي الملحقة الصحافية في السفارة الاميركية قالت إن "هؤلاء اعضاء في الكونغرس وهم يعكسون آراءهم الخاصة. إنه لا يعكس رأي الحكومة الاميركية ولا نود ان نعلّق عليه". وفي وقت لاحق، اعترفت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بان الزيارة التى يعتزم الرئيس القيام بها لباكستان "ليست سهلة" لكنها ضرورية للمساهمة في عودة النظام المدني الى إسلام آباد. وقالت اولبرايت لوكالة "فرانس برس" فى الطائرة التى اقلتها الى نيودلهي للالتحاق بالرئيس فى جولته الآسيوية: "ليست مرحلة باكستان مرحلة سهلة فى جولة الرئيس". وسينهى كلينتون جولته الآسيوية السبت المقبل بزيارة قصيرة لباكستان حيث يلتقى الجنرال برويز مشرف ويتحدث مباشرة الى الباكستانيين عبر شبكات التلفزة. وشددت اولبرايت على ان الزيارة لن توفر اى غطاء للنظام العسكري فى باكستان. وقالت: "سنقول هناك اننا كنا وسنبقى على علاقة وثيقة مع الشعب الباكستاني ولن يحدث ما يمكن ان يشير الى مساندتنا حكومة مشرف". وأوضحت الوزيرة الاميركية ان الولاياتالمتحدة تنتظر من إسلام آباد توضيحات حول عودة النظام المدني وما يقلق الاميركيين بشأن الارهاب وانتشار الاسلحة النووية والتوتر مع الهند بشأن كشمير. وكان الرئيس الاميركي وصل قبل الظهر الى العاصمة البنغلاديشية دكا قادما من نيودلهي. واستقبله في المطار الرئيس البنغلاديشي شهاب الدين احمد ورئيسة الوزراء الشيخة حسينة وازد. وهذه الزيارة الاولى لرئيس اميركي لبنغلاديش التي تواجه صعوبات من اجل تحقيق التنمية الاقتصادية والديموقراطية. وانتشرت قوى الامن على طول الطريق من المطار الى مقر الحكومة البنغلاديشية كما احتشد طلبة المدارس الذين رفعوا صور كلينتون وقادة بلادهم. وتخلفت تشيلسي عن مرافقة والدها وظلت وجدتها دوروثي رودهام والدة هيلاري في العاصمة الهندية لحضور الاحتفالات الهندوسية.