لاهاي - أ ف ب - أكد مسؤول تركي أمس على هامش المنتدى العالمي للمياه المنعقد في لاهاي ضرورة التوصل الى اتفاق بين تركيا وجيرانها في الجنوب، سورية والعراق، بغية تقاسم مياه نهري دجلة والفرات. وصرح مدير المشاريع المائية التركية دوغان التينبيليك في حديث لوكالة "فرانس برس" على هامش المنتدى الذي يحضره منذ الجمعة وعلى مدى ستة ايام ثلاثة آلاف مشارك، انه "لا بد من التوصل الى اتفاق ثلاثي. فلا يمكن الفصل بين دجلة والفرات"، النهرين اللذين يلتقيان ويشكلان "ممراً مائياً على طول مئة كلم في شط العرب" جنوبالعراق. وقال الموظف التركي الكبير: "يكثر الحديث هنا عن حوض مائي ويجب تسوية مشكلات دجلة والفرات عند مستوى الحوض". وأكد ان تركيا اقترحت لكن من دون جدوى "خطة من ثلاث مراحل: تحديد الاراضي الزراعية في كل بلد أولا، وتقييم الموارد المائية بعد ذلك مثل منسوب المياه والسدود وأقنية الري، وأخيراً تقاسم المياه"، وفقاً لاجراءات يجري بحثها، علماً أن تركيا ترفض الحصص التي تطالب بها سورية نظراً الى التغيرات الفصلية والمناخية. ويتولى التينبيليك مسؤولية ادارة الاعتمادات البالغة قيمتها 17 بليون دولار والمخصصة لبناء 22 سداً و19 محطة لتوليد الكهرباء في اطار "مشروع جنوب شرقي الاناضول" الذي تقدر تكاليفه الاجمالية ب32 بليون دولار والذي يرمي الى انجاز خطة للري والتنمية بين 1989 و2010 في جنوب شرقي تركيا. وفي هذا السياق قال المسؤول التركي ان "تسعة بلايين دولار انفقت حتى الآن على المياه وما زال لدي ثمانية بلايين". وقد أنجز بناء تسعة سدود ضخمة، خمسة على نهر الفرات وأربعة على نهر دجلة منها سد اتاتورك على الفرات الذي يعد السادس في العالم والذي يمكن ان ينتج عند جهوزيته للعمل 27 بليون كيلواط سنوياً من الكهرباء. وأوضح ان مشروعاً ضخماً بيرجيك سينجز العام الحالي على الفرات وآخر باتما العام المقبل على دجلة. الى ذلك دحض التينبيليك التصريحات العراقية والسورية التي تقول بأن تركيا "تسرق" المياه من البلدين عبر تنفيذها مشروع جنوب شرقي الاناضول. واشار الى ان سورية تتلقى 5،3 بليون متر مكعب من المياه الاضافية سنوياً من روافد الفرات على اراضيها، فيما يتلقى العراق 26 بليون متر مكعب اضافية سنوياً من روافد دجلة التي تمر في ايران.