أطفأ مدافع الاخاء الأهلي علي حسون ناراً استعرت طويلاً في صدور جمهور النجمة العريض الذي ملأ مدرجات ملعب بيروت البلدي مساء أول من أمس وأطلق الآهات تحسّراً على الفرص الضائعة في مباراة الفريقين ضمن المرحلة ال21 ما قبل الأخيرة من بطولة الدوري اللبناني ال40 لكرة القدم، حين حقق ما عجز عنه لاعبو النجمة ليحسموا الموقف في مصلحتهم ويحرزوا لقباً طال انتظاره ربع قرن، ليضيفوه الى انجاز زملائهم في "الفريق الذهبي" الذي حقق البطولة في موسمي 1972 - 1973 و1974 - 1975. فاز النجمة 1- صفر الشوط الأول صفر - صفر وحقق هدفه المدافع حسون خطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 87 حين كان يشتت كرة نجماوية خطرة من أمام شباك الحارس علي مهدي، الذي وقف نداً قوياً وسداً منيعاً في مواجهة وابل الهجمات النجماوية، فضلاً عن خشبات المرمى. وأحصيت 10 فرص ضائعة للنجمة تبارى في اهدارها كل من ترو كهييان والقبرصي الأرجنتيني الأصل غوستافو والترينيدادي ايرول ماكفرلين وموسى حجيج وبلال زغلول. عموما،ً كان فوز النجمة متوقعاً ومنطقياً، ما جعل شوارع بيروت تتحول الى ساحات احتفالات بالانتصار استمرت حتى ساعات الصباح الأولى. وكان الفريقان تعادلا من دون أهداف في الذهاب، وبات رصيد النجمة 46 نقطة من 13 فوزاً و7 تعادلات وخسارة واحدة، في مقابل 33 نقطة للاخاء الأهلي صاحب المركز الثالث من 9 انتصارات و6 تعادلات و7 هزائم، علماً أن "الفريق الجبلي" كاد يحقق مفاجأة ويؤجل الحسم من خلال بعض الهجمات المرتدة الخطرة، وظن كثيرون أن الحارس علي مهدي نجم المباراة بالدرجة الأولى سيلعب الدور الذي قام به حارس مرمى المجد في المرحلة 19، حين تألق في الذود عن مرماه وأجّل تتويج النجمة. لكن "الفرج" جاء على يد علي حسون وبالنيابة عن مهاجمي النجمة الذين حاصروا منطقة الإخاء الأهلي خصوصاً في الشوط الثاني. ولو وُفقوا لجعلوا شباك الإخاء الأهلي تهتز ب"دستة أهداف"... وكان النجمة يحتاج الى نقطتين فقط من مباراتيه الأخيرتين ليتوج بطلاً. غندور رئيس النجمة عمر غندور الذي تلقى التهاني على المنصة وكان يتصبب عرقاً بارداً مثله مثل باقي المتفرجين التي انتابت عدداً منهم حالات اغماء من شدة التأثر والفرحة، أكد أن الشدّ العصبي عاكس ايقاع المباراة، وقال: "لكن كل ما حصل لا يدل على أن الكرة اللبنانية بخير، ويجب اصلاح ادارة اللعبة"، في اشارة الى خلاف النادي واتحاد كرة القدم المستشري منذ نحو موسمين. ولدى سؤاله عن موقفه من تسلّم الفريق كأس البطولة الأحد المقبل من مسؤولي الاتحاد بعد مباراته والهومنتمن ردّ غندور متسائلاً: ترى هل يتجرأون على الحضور الى الملعب يومها؟ سننتظر لنرى من سيسلمنا كأس اللقب وهناك ظروف عدة تحيط بذلك". ولفت غندور الى ان اللقب استحقه النجمة وبعد مخاض عسير "ومؤامرات حيكت ضده ولا تزال... وفرحتنا ممزوجة بحزننا على واقع اللعبة". وشدد غندور على ان القرار بعدم المشاركة في كأس النخبة وفي المسابقات كلها باستثناء بطولة الدوري والكأس "لا يزال ساري المفعول لأن شيئاً لم يتغير من اتحاد اللعبة". وهذا الخلاف سينعكس بالطبع على الإقبال الجماهيري لمؤازرة المنتخب اللبناني في مبارياته خلال كأس آسيا ال12 في تشرين الأول أكتوبر المقبل. وأعلن غندور ان النجمة سينظم احتفالاً كبيراً في مناسبة فوزه بالتنسيق مع المؤسسة اللبنانية للإرسال ستعلن تفاصيله في الأيام المقبلة. وغمرت الفرحة المدير الفني للفريق فاروق السيد، الذي تسلّم قيادة الدفة في منتصف الموسم الماضي حين كان النجمة يصارع لتفادي الهبوط الى الدرجة الثانية، وقال: "منذ مطلع الموسم ونحن مرشحون لإحراز اللقب، وظهرت قوة تشكيلتنا في المباريات التي خضناها خلال دورة الإمارات العربية قبل انطلاق الدوري العام. وبدأنا الموسم بقوة فحققنا ثلاثة انتصارات مدوية على حساب العهد والأنصار - المنافس التقليدي - والصفاء... بعدها كنا نؤدي عروضاً جيدة من دون أن تنعكس على النتائج المسجلة، وتصدّرنا الترتيب باكراً بعد منافسة لم تستمر من قبل الاخاء الأهلي. وهذا ليس وليد فراغ. الجميع التزموا وأدركوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم: ادارة وجهازاً فنياً ولاعبين، وجمهورنا العظيم زينة الملاعب واكب الفريق منذ البداية، على عكس العام الماضي حين غاب أحياناًَ بسبب العقوبات الاتحادية بحقه ما أثّر على مستوى عروضنا طبعاً... الحمد لله بلغنا مستوى يؤهّل النجمة أن يحرز الدوري والكأس مواسم طويلة مقبلة، وهذا ما يؤكد أن أموراً غير سليمة كانت سائدة في السابق". ورأى السيد أن الشدّ العصبي قد أثّر على عرض اللاعبين وهم معذورون أحياناًَ في ذلك، وهو يعود الى فترة سابقة "وتحديداً منذ الخسارة الأولى والوحيدة هذا الموسم أمام التضامن صور المرحلة 18، علماً أنه سبق اللقاء تعادل الأنصار... وتكرر ذلك في المرحلة 19، الأنصار يتعادل ونحن بعده لا نستغل تعثره لنحسم الموقف باكراً... هذا كان في غير صالحنا، خصوصاً حين كان لاعبونا يظنون أن الفوز بات في جيبهم... واخترقنا هذا الحصار غير المبرر بفوزنا على الحكمة المرحلة 21 لأننا كنا الطرف الأفضل أداء ونتيجة، وتكرر ذلك أمام الأخاء الأهلي، على الرغم من عدم توفيقنا في التسجيل". وشدد السيد على أن النجمة سيخوض المباراة الأخيرة أمام الهومنتمن، بكل ما أوتي من قوة: "عند التتويج يجب أن نكون ميدانياً عند حسن ظن الجميع". وفي تقويم سريع للمستوى، اعتبر السيد أن لا تغييرات كبيرة طرأت من الناحية الفنية: "ان تكون الفرق مقسمة بين مجموعة تصارع على القمة وأخرى للنجاة من الهبوط أمراً غير صحي البتة. لكن الملاحظ أن الأنصار لقي منافسة من الصفاء العام الماضي ودخل النجمة والاخاء الأهلي على الخط هذا الموسم، وهما فريقان كانا مهددين بالهبوط العام الماضي... لقد مرّ الأنصار بظروف صعبة لم يواجهها من قبل. صحيح أنه يبني فريقاً جديداً... لكن للمرة الأولى لم يذق طعم الصدارة، ما أثّر طبعاً على نفسية لاعبيه... وما يميّز النجمة عنه بالدرجة الأولى، تخريجه لاعبين يوسعون ويغذون قاعدته، بينما يستورد الأنصار اللاعبين... من هنا ان بدلاءنا كانوا على مستوى المسؤولية حين خسرنا جهود خمسة أساسيين بداعي التوقيف والإصابة". السجل انضم النجمة الى مجموعة الراسينغ والسكة والجامعة الأميركية، حيث فاز كل من هذه الفرق3 مرات باللقب، في مقابل فوز الأنصار 11 مرة، والهومنتمن 7 مرات، والهومنمن 4 مرات والشبيبة المزرعة مرة واحدة. وقد توقف نشاط السكة والجامعة الأميركية والنهضة ضمن الفرق الاتحادية، في حين يخوض الشبيبة المزرعة بطولة الدرجة الثانية منذ مواسم عدة. وهنا السجل: الأنصار 1988 ومن 1990 الى 1999، الهومنتمن 1944 و1946 و1948 و1951 و1955 و1963 و1969، النهضة 1934 و1942 و1947 و1949، الهومنمن 1945 و1954 و1957 و1961، الجامعة الأميركية 1935 و1937 و1938، السكة 1936 و1939 و1941، الراسينغ 1956 و1965 و1970، النجمة 1973 و1975 و2000، الشبيبة المزرعة 1967.