} أعلن زعيم الاتحاد الديموقراطي المسيحي المعارض فولفغانغ شويبله امس، استقالته من منصبه كرئيس للكتلة المشتركة لنواب الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي في البرلمان الاتحادي. كما أعلن أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى لمنصب رئيس الاتحاد خلال مؤتمره في شهر نيسان ابريل المقبل. عكس اعلان زعيم المعارضة الالمانية فولفغانغ شويبله عزمه على التخلي عن قيادتها، حدة الخلافات التي تدور بين أجنحة الاتحاد الديموقراطي المسيحي منذ أشهر، بسبب الفضائح المالية التي ثبت تورطه بها. ووصلت هذه الخلافات إلى حال دراماتيكية وصفها شويبله أمس، بالوضع الذي لا يمكن الاستمرار فيه. وحدث ذلك أثناء اجتماع الكتلة البرلمانية للاتحاد عندما طالب غالبية نوابه عن مقاطعة نورد هاين ويستفاليا باستقالة الرئيس والبدء بمرحلة جديدة في حياة الحزب. وسبق هؤلاء إلى هذا الطلب العديد من قادة الحزب الآخرين وفي مقدمهم بيتر فورتسباخ رئيس فرع مقاطعة شليزفيك هولشتاين. وجاء في بيان الاستقالة الذي تلاه شويبله بعد ظهر أمس ببشاشة غير معهودة لم يظهرها منذ أشهر، أنه قرر التنحي عن منصبيه لأنه لا يريد لأزمة حزبه أن تتحول إلى أزمة للديموقراطية في البلاد. وأضاف ان عودة الحزب إلى مكانته كقوة رئيسية للمعارضة يتطلب تجديد قيادته بشكل يفسح في المجال امام وجوه جديدة تتحمل المسؤولية. وفي الختام أعرب عن وضع إمكاناته في خدمة تجديد الحزب وتعزيز دوره. وفي ضوء الاستقالة، رجحت غالبية المراقبين أن يخلف شويبله كرئيس للكتلة البرلمانية نائبه للشؤون المالية فريدرش ميرتس. ويعتبر المذكور من القادة الشباب الأكثر قدرة على المحاججة وخوض المعارك البرلمانية ببرودة أعصاب نادرة. ولمع شخصه في إطار النقاشات الحادة التي تدور حول الإصلاحات المالية والضريبية التي تنوي حكومة المستشار الحالي غيرهارد شرويدر تطبيقها. وعلى صعيد رئاسة الاتحاد ترجح التوقعات فوز سكرتيرته الحالية انكيليكا ميركل بالمنصب. وزادت شعبية ميركل داخل الحزب اخيراً بعد دعواتها المتكررة لتصفية الحسابات مع مرحلة المستشار السابق هيلموت كول والبدء بمرحلة جديدة تنطوي على تجديد الحزب بشكل راديكالي. كما أبدت قدرة وحنكة غير متوقعة على صعيد إدارة أزمته. ومن جهة أخرى، لا توجد ادلة على تورطها بالفضائح المالية. ولم تدل ميركل بتصريحات تنطوي على التناقض كما فعل الرئيس الحالي. وفي ضوء مواقفها من مرحلة المستشار السابق، اعترف العديد من قادة الحزب أنهم لم يتوقعوا الجرأة التي أبدته ، سيما وأن للمذكور الفضل في إيصالها إلى أعلى المناصب القيادية في الاتحاد.