حض سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة ألان دوجاميه، العراق على نقلة نوعية في علاقته بالمنظمة الدولية عبر تنفيذ القرار 1284 وفتح باب تعليق العقوبات، لكنه توقع استمرار الوضع الحالي لفترة شهور، مستبعداً أن يؤدي تمسك العراق برفضه عودة المفتشين الى عملية عسكرية وشيكة. وقال ان بغداد ستغير في النهاية موقفها، وتتعاون بما يسمح بعودة المفتشين وتعليق الحظر، داعياً الى تحسين أداء لجنة العقوبات. وقال دوجاميه في حديث الى "الحياة" نصه في الصفحة 2 عشية انتقاله من منصبه الذي شغله لأربع سنوات: "أخشى أن يستمر الوضع الحالي الى أمد بعيد". ورأى ان عملية تنفيذ القرار 1284 ستكون طويلة. مشدداً على أن ايجاد حوار بين العراق وأعضاء مجلس الأمن "يشكل مفتاحاً لتحسين الوضع". وتمنى التقاط "أي فرصة لإقامة الحوار مع العراقيين". واستدرك، ان "الحوار ليس مسؤولية العراقيين وحدهم، بل يعود أيضاً الى المجلس الذي يجب أن يبذل جهداً". وعبر دوجاميه عن ثقته بدور بريطانيا في الملف العراقي، مشدداً على أهمية استمرار التعاون الفرنسي - البريطاني في مجلس الأمن لتحريك المواقف خصوصاً المواقف الأميركية. وزاد أن آفاق التحرك "صعبة جداً هذه السنة لأن الولاياتالمتحدة في عام انتخابي"، مشيراً الى "تزحزح في المواقف الأميركية" نتيجة الجهود الفرنسية - البريطانية المشتركة وجهود لندن خصوصاً. واستبعد السفير "تحركاً فورياً باتجاه اجراءات قسرية" ضد العراق إذا استمر في رفضه عودة المفتشين، متوقعاً ان تتراجع بغداد عن موقفها وتتعاون في مسألة عودتهم بما يؤدي الى تعليق العقوبات وبالتالي "اجواء جديدة، مختلفة كلياً، لجهة العلاقة بين العراقوالأممالمتحدة". وذكر ان تعليق العقوبات "من شأنه أن يمهد لرفعها إذا أحسن العراقيون التصرف وكان سلوكهم حسناً". وتابع دوجاميه، ان "افضل الوسائل للحصول على التعاون العراقي هو في التركيز أولاً على وسائل تحسين أداء لجنة العقوبات، فإذا وجد العراقيون انها تتعاطى مع عقودهم بصورة أسرع سيشعرون بأن الأجواء تتبدل في مجلس الأمن، وستكون آفاق التعاون أوسع". ولفت الى أن "الموضوع الرئيسي ليس منطقتي الحظر الجوي بل كيفية تعاطي اللجنة مع العقود" التي تؤدي المواقف الأميركية - البريطانية الى تجميدها.