ما الذي يراه السينمائيون في تلك الرواية الهادئة والكلاسيكية التي كتبتها مدام دي لافاييت، الفرنسية ذات يوم ولم تكن تأمل لها أن تعيش ولو عشر سنين بعد أن يقرأها قرّاء ذلك الزمان البعيد، ونعني بذلك رواية "الأميرة دي كليف"؟ هذا السؤال يحير النقاد اليوم، خصوصاً ان مخرجين غير فرنسيين اهتما بالرواية نفسها في الآونة الأخيرة وحولاها فيلماً انجز، وآخر هو الآن قيد الانجاز. المخرج الاول هو البرتغالي مانويل دي اوليفيرا عميد سينمائيي العالم من ناحية السن الذي حول الرواية فيلماً شديد الكلاسيكية بعنوان "الرسالة" لعبت بطولته كيارا ماستروياني، وعرض في مهرجان كان الأخير. أمّا الثاني فهو البولندي اندريه زولافسكي الذي ينجز الآن فيلماً عنوانه "الاخلاص" عن الرواية نفسها تقوم ببطولته شريكة حياته الفرنسية صوفي مارسو في رابع لقاء بينهما سينمائياً. القاسم المشترك بين الاقتباسين هو جعل الأحداث تدور في ايامنا هذه، ولكن، في مقابل كلاسيكية دي اوليفيرا، من المتوقّع أن يكون نبض فيلم زولافسكي صاخباً متوتراً كما هو حال أفلامه السابقة، خصوصاً انه اختار ان يمحور الاحداث حول الصحافة والتصوير والفضائح. وذلك عبر شخصية صوفي، الصورة الشهيرة التي يتعاقد معها واحد من اباطرة الصحافة لتحسين صورة مجلة يملكها امام الرأي العام. ومن المتوقّع أن يكون الفيلم جاهزاً أواخر الربيع المقبل ما قد يجعله غير قادر على الالتحاق بمهرجان كان.