عمّان - "الحياة" - تنتهي اليوم في بغداد أعمال "المؤتمر الفلسفي الاول" الذي ينظمه "بيت الحكمة" بعد ثلاثة أيام من مناقشة "مستقبل الفلسفة المعاصرة في الوطن العربي والعالم". وبثت وكالة الانباء العراقية امس ان رئيس مجلس امناء "بيت الحكمة" حامد يوسف حمادي السكرتير السابق للرئىس صدام حسين ووزير الثقافة والاعلام الاسبق قال إن لديه "أوامر رئاسية لإعادة بنى بيت الحكمة العباسي". وأضاف حمادي ان الفكر الفلسفي العربي خلال القرن العشرين أثر العديد من الافكار التي شكلت اتجاهات ومذاهب ومدارس مختلفة اجتهد اصحابها في تفسير وتأويل الاصالة المعاصرة". وعن المشاركين العرب القى الكاتب ووكيل وزارة الاعلام الأردنية الاسبق محمد ناجي عمايرة كلمة في المؤتمر قال فيها إن "الفلاسفة العرب ضد النظام العالمي الجديد". وإذا كانت الفلسفة الغربية تعيش أزمة ناتجة عن ازمة القيم والمفاهيم في مجتمعاتها، بحسب رئيس قسم الدراسات الفلسفية في "بيت الحكمة" التابع لديوان الرئاسة في العراق الدكتور عبدالامير الاعسم فإن "مستقبل الفلسفة العربية أكثر رونقاً وانشداداً لأن الأمة العربية ما زالت تعيش ارهاصات الحداثة ولم تحققها كاملة في كل العلوم والفنون والآداب". وقال الاعسم "إن الخطاب الفلسفي العربي المعاصر مطالب اليوم بأن يستشعر خطورة السعي الى نتائج البحث في ما بعد الحداثة التي تشغل الانسان الغربي". وتضمن مؤتمر "بيت الحكمة" الذي يصدر حالياً عدداً من المجلات الشهرية والدوريات والكتب في نشاط بدا دور وزارة الثقافة والاعلام امامه محدوداً، موضوعات ومحاور منها "الفلسفة وتعدد المناهج الفلسفية والتقدم المعرفي" و"الفلسفة والعلوم المستحدثة" و"الفلسفة والتكنولوجيا" و"الفلسفة والعلوم الأخرى" و"الفلسفة والاخلاقيات". ويصدر "بيت الحكمة" الذي اتخذ من "قصر الثقافة والفنون" على شاطى دجلة مقراً له وهو قصر عباسي اعيد ترميمه في الثمانينات وفيه "جناح رئاسي خاص" مجلات وكتباً. وقابل نشاطه انحسار في المطبوع الثقافي العراقي، فتوقفت وزارة الثقافة والاعلام عن قبول المخطوطات التي يقدمها كتاّب العراق وأدباؤه بحجة عدم توافر الورق والأحبار الطباعية "بسبب الحصار الظالم". وانخفض عدد الكتب المطبوعة من 500 سنوياً أواخر الثمانينات الى 45 كتاباً في العام الماضي