} مشاركة ممثل البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير راعي أبرشية صور المطران مارون صادر في جنازة الرجل الثاني في "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل عقل هاشم، في بلدة دبل الجنوبية المحتلة، الاثنين الماضي، ما زالت تتفاعل. وبدا ان ثمة جهداً مبذولاً لمنع تفاعلها، من ضمنه ايضاحات للبطريركية، وعدم الرد على الانتقادات التي طاولتها وخلو البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة من اي اشارة الى الموضوع. قال وزير الاعلام أنور الخليل انه سيثير موضوع مشاركة ممثل صفير في جنازة هاشم، في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، وأضاف انه طلب من أمانة سر البطريركية المارونية تزويده النص الحقيقي للكلام الذي صدر عن المطران صادر، مشيراً الى انه كان يتمنى "الا تتم المشاركة اطلاقاً في جنازة عميل لم يترك مجالاً من مجالات التعاطي الدموي الا قام به ليخدم اهداف اسرائيل وقضاياها". وكان الموضوع اثير خلال لقاء رئيس الجمهورية إميل لحود اول من امس البطريرك صفير الذي ابلغه انه تلقى نعياً بوفاة هاشم، وأنه بصفته رئيساً لطائفة منتشرة في كل العالم كلف مطراناً ترؤس صلاة الجنازة، وكلف مطران المنطقة صادر، مؤكداً ان التعزية كانت من منطلق انساني ديني. وزار نقيب الصحافة محمد البعلبكي البطريرك صفير مساء اول من امس "لوضع الامور في نصابها وقطع اي استغلال يمكن ان يشوه حقيقة موقف بكركي"، ونقل عنه "حرصه على الا يشوب هذا الموضوع اي التباس"، وقوله انه "لم يرسل رقيماً بطريركياً يحمله موفد خاص، بحسب التقليد المعتمد، بل اكتفى بعد تلقيه النعي بتكليف المطران صادر المدعو بصفته مطران الابرشية، تقديم التعزية". وأضاف صفير، بحسب البعلبكي، ان مواقفه المؤيدة للمقاومة الوطنية في الجنوب والبقاع الغربي "معلنة ولا حاجة الى تأكيدها، لأن الغاية الوطنية التي يجمع عليها كل اللبنانيين هي تحرير ارض لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، ولا محيد لنا جميعاً عن ذلك، في اطار استعادة لبنان حريته واستقلاله ومعنويات سيادته الكاملة ودوره المميز في المنطقة والعالم". وعلمت "الحياة" ان صفير ارسل عضو لجنة الحوار المسيحي - الاسلامي الامير حارس شهاب الى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين ورئيس مؤسسة "كاريتاس" الاب إيلي ماضي الى السيد محمد حسين فضل الله ونائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، لتوضيح الامر، في حين اجريت مشاورات بين القيادات الاسلامية الروحية فاتفقت على ترك معالجة الموضوع لبكركي "خصوصاً انه وطني وليس طائفياً". ونفى المطران صادر امس في حديث الى وكالة "فرنس برس" ان يكون وصف هاشم بأنه شهيد. وقال "اذا كنت اعتبرته موته حادثاً مؤلماً، فقصدت انه مفجع بالنسبة الى عائلته وبلدته". وأوضح انه ارتجل خطاباً ذكر فيه دماء كل الشهداء التي روت تراب الوطن على مر السنوات من دون ان يخص هاشم او اي عنصر من "الجنوبي". وأصدر صادر توضيحاً ليل اول من امس جاء فيه "من الطبيعي مشاركتنا ابناء ابرشيتنا أتراحهم وأفراحهم، لا محاكمتهم بعد موتهم، وهذا من أبسط واجبات الراعي. ولا تنطوي هذه المشاركة والكلمة التأبينية خلال الجنازة على اي موقف سياسي". وأكد دعمه للعيش المشترك والسلم الاهلي وإيمانه بأن "خلاص لبنان يكون بوحدته الوطنية وتحرير ارضه وتنفيذ القرار الدولي الرقم 425 وبسط سيادة الدولة اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دولياً". وكان مجلس المطارنة الموارنة اجتمع امس برئاسة صفير، وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية، أنه وجّه لوماً الى المطران صادر. واعتبر المجلس، في بيان على الاثر ان "الوضع العام، وان بدا لبعضهم مريحاً من حيث تقدم مسيرة السلام، فهو لا يزال متعثراً بدليل تعذر استئناف هذه المسيرة لما يعترض سبيلها من عقبات، تبرز بطريقة مفاجئة، وتقف عندها في انتظار ما سيكون، فالناس خصوصاً في لبنان بات يستحيل عليهم انتظار المجهول، في وسط ازمة اقتصادية خانقة تستدعي خطة مستقبلية تبعث الامل في النفوس، ومن علامات هذه الازمة الاضرابات المتتالية لمعلمي المدارس او الاساتذة الجامعيين". وأشار الى ان "سوق بعض المتهمين من المواطنين باختلاس الاموال العامة امام المحاكم، اذا كان في الاساس امراً مشكوراً، يصبح مصدر قلق لدى المواطنين اذا تناول بعضهم وتغاضى عن البعض الآخر المدعوم من جهات نافذة. فالعدالة لا تتجزأ ولا يجوز ان يستمر هذا الوضع على مدى ما فوق السنة، وهو يعرقل الادارة ويبعث الخوف في قلوب الموظفين الذين يترددون طويلاً قبل الاقدام على توقيع اي معاملة". ودعا الى "تجديد الايمان بالله والثقة بالنفس والعمل مع سائر المواطنين بالتضامن والتكافل على انقاذ لبنان مما يعانيه من اثقال وأزمات، نأمل بأن يتغلب عليها".