كشف وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب أنَّ البطريرك الماروني نصر الله صفير قدم استقالته منذ أشهر إلى الفاتيكان، طالباً إعفاءه من منصبه. وأوضح بعد لقائه صفير في بكركي أمس، انه «يعود إلى الفاتيكان البت في هذه القضية بانتظار الوقت الذي يراه مناسباً»، وأضاف: «حتى الآن لم يرد أي جواب، والفاتيكان ما زال على موقفه من التريث في بت هذا الموضوع». وختم مشدداً على «أهمية مواقف البطريرك صفير الوطنية». وأوضحت مصادر مواكبة للأوضاع داخل الكنيسة المارونية ل «الحياة» أن صفير لم يقدم استقالة خطية إلى الفاتيكان، لكنه أبلغ في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي الفاتيكان نيته الاستقالة، وأنه «على رغم أن صفير بلغ عامه ال91 ويتربع على رأس الكنيسة المارونية في لبنان منذ اكثر من ربع قرن، لا شيء يمنع البطريرك الماروني من البقاء في منصبه ما دام راغباً في ذلك، إذ لا سلطة للفاتيكان في إقالته ما دام راغباً في البقاء». وأضافت المصادر أن الفاتيكان «أخذ علماً بنية صفير، غير أنه لم يبت بها حتى الآن». وأوضحت المصادر نفسها أن عملية انتخاب بطريرك ماروني جديد هي عملية متكاملة تبدأ من الهيئة الناخبة التي يبلغ عدد أعضائها 41 مطراناً، وأن الهيئة الناخبة الحالية غير مكتملة نظراً إلى شغور 5 مراكز وتخطي أو بلوغ 8 مطارنة آخرين ال75 من العمر، وهم المطارنة: غي نجيم، فرنسيس بيسري، رولان أبو جودة، بولس اميل سعادة، يوسف بشارة، سمير مظلوم، رولان مسعود (مطران اللاذقية)، وجوزف خوري (مطران كندا). وكان معظم المطارنة الثمانية أعلنوا نيتهم التنحي عن رئاسة الأبرشيات التي يرأسونها حالياً، إفساحاً في المجال أمام الإتيان بجدد يحلون محلهم، وبذلك يبقى المتنحون مطارنة ويشاركون في اجتماعات مجلس المطارنة التي يرأسها صفير شهرياً. وأكدت المصادر نفسها أن هناك حديثاً عن اجتماع سيعقد بين آذار (مارس) ونيسان (أبريل) المقبلين لانتخاب 13 مطراناً لاستكمال الهيئة الناخبة التي ستنتخب مجتمعة البطريرك الماروني الجديد، وذلك في خلوة تبقى منعقدة إلى أن يصدر عنها الدخان الأبيض. يذكر أن صفير هو البطريرك الثاني الذي يستقيل من منصبه بعد البطريرك انطونيوس خريش، وأن مرشحين كثراً يطمحون منذ الآن إلى الحلول محله نظراً إلى الدور الديني والسياسي الكبير الذي تلعبه بكركي، وأن هذا التسابق هو انعكاس للتجاذب السياسي داخل الطائفة المارونية، غير أن القرار يبقى أولاً وأخيراً للهيئة الناخبة.