الجزائر - "الحياة" - أوضح السيد محمد عبدالعزيز رئيس "الجمهورية الصحراوية"، المعلنة من جانب واحد، انه "اذا حدث وان اختار الشعب الصحراوي الانضمام الى المغرب عن طريق استفتاء حر ونزيه لن يكون لجبهة بوليساريو الا ان تمتثل لارادة الصحراويين السيدة". وهذه المرة الأولى التي يعبر فيها مسؤول كبير في "بوليساريو" عن التزامه التطبيق الكامل لنتائج الاستفتاء حتى ولو كانت ضد رغبتها. وعبر عبدالعزيز الذي نقلت تصريحاته الاذاعة الجزائرية بأنه "لا بديل لمخطط السلام الدولي الجاري تنفيذه تحت رعاية الأممالمتحدة". وقال "اننا على قناعة من انه لم يبق أمامنا الا مسافة قصيرة نقطعها شرط ان تبقى الارادة نفسها تحدو الأممالمتحدة ومجلسها الأمني من اجل تنظيم الاستفتاء قبل نهاية السنة 2000". وجاء تصريح المسؤول الصحراوي بعد ايام قليلة من كشف الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان تقريره الذي استبعد فيه تحديد تاريخ واضح لاجراء الاستفتاء، على رغم ان كل المؤشرات تؤكد استحالة اجرائه كما كان مقرراً قبل نهاية تموز يوليو المقبل، نظراً الى العدد الكبير للطعون المقدمة من جانب المغرب. وعن الوضع في المناطق الصحراوية قال عبدالعزيز ان "الطرف المغربي يعمل منذ البداية، منذ 1975، على التهرب والمماطلة وإفشال اي محاولة لتنظيم استفتاء حر ونزيه. لكن خلافاً للحيل والمظاهر فان الوقت يخدمنا نحن". وأضاف ان "صحراويي الداخل كانوا يقدمون على انهم رعايا مغاربة يعتزون بانتمائهم للمغرب لكن التظاهرات الشعبية الحاشدة والمتكررة اي الانتفاضة الصحراوية والقمع العنيف الذي تلاقيه من قوات الاحتلال المغربية تظهر العكس من ذلك"، معتبراً ان في ذلك "حالات فشل كثيرة علاوة على فشل الحل العسكري الذي احبطناه بنضالنا على أرضية الكفاح العسكري. يضاف اليها كون النظرة الوطنية المتزمتة التي تعتمدها السلطات المغربية بخصوص القضية تفقد اكثر فأكثر من ثقلها في اوساط الانتلجنسيا المغربية". وعن غياب "بوليساريو" عن القمة الأوروبية - الافريقية التي تستضيفها القاهرة في نيسان ابريل المقبل، قال "قررنا بمحض ارادتنا عدم المشاركة في قمة القاهرة بغرض التصدي للمحاولات التي تتم خارج منظمة الوحدة الافريقية والرامية الى منع عقد القمة". وفي الرباط ا ف ب عُلم ان 186 أسير حرب مغربياً كانت اعتقلتهم جبهة "بوليساريو" في تندوف جنوب غربي الجزائر وصلوا بعد ظهر امس الى قاعدة اغادير العسكرية جنوباً على متن طائرة "ايرباص" بلجيكية استأجرتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وقال مصدر موثوق ان هؤلاء العسكريين، وهم في عداد 191 اسيراً وافقت الجبهة على الافراج عنهم في تشرين الثاني نوفمبر، سلموا عشية مغادرتهم تندوف، الى منسق اللجنة الدولية للصليب الاحمر لشؤون المغرب بيار ريتر في حضور ممثلين عن بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية. وكان الخمسة الآخرون اعيدوا الى المغرب في الخامس من كانون الاول ديسمبر 1999 لأسباب انسانية.