هانوفر المانيا - أ ف ب - كومبيوتر المستقبل لن يحمل على الكتف بل سيتم ارتداؤه كجزء من ثيابنا اليومية، وسيكون صاحبه حر اليدين يستخدمهما كما يشاء، بينما يعطي أوامره إلى جهازه الرقيق الذي سينفذ من دون مناقشة. هذا على الاقل ما تتمناه شركة كسايبرنوت الاميركية الرائدة في صناعة "الكومبيوتر - اللباس" التي عرضت ابتكاراتها في هانوفر في اطار المعرض العالمي للمعلوماتية "سي بي اي تي" الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري. وسيكون إنسان المستقبل قادراً على وضع ميني كومبيوتر في جيبه لا يزن سوى 900 غرام لكنه يتمتع بقوة خارقة. أما لوحة المفاتيح فستكون عبارة عن سوار يعلقه في معصمه، على ان يضع على رأسه خوذة مجهزة بمذياع وسماعتين وكاميرا رقمية. وبفضل شاشة لا يزيد حجمها عن 5،2 سنتم مربع موضوعة مباشرة قبالة احدى عينيه في اطار نظارات، سيكون قادراً على استشارة ما يريده على جهازه الكومبيوتر. ويقول مدير شركة كسايبرنوت ادوارد ج. نيومن إن "خيالنا وحده هو الذي يضع حدوداً لما يمكن ان نبتكره في اطار الكومبيوتر - اللباس". واستخدام هذه الكومبيوترات حاليا محصور بالاشخاص المكلفين صيانة اجهزة معينة. وهكذا فإن التقني الذي يراقب حسن عمل مختلف الأجزاء التي تتشكل منها الطائرة ليس مجبراً على البحث في اطنان من الورق. بل يضع الدليل التقني للطائرة في الكومبيوتر خاصته، ويقوم بقراءة ما فيه ساعة يريد عبر الشاشة الصغيرة الموجودة على بعد سنتيمترات من إحدى عينيه، ويكون قادراً في الوقت نفسه على استخدام يديه بحرية كاملة. كما يمكن للكهربائي المنهمك في اصلاح اعطال في شبكة الاسلاك الكهربائية في مبنى ما، الاطلاع على خريطة الاسلاك عبر شاشته الصغيرة بينما تنهمك يداه الحرتان في اصلاح الاعطال. ووجدت الشركة من الآن زبائن في القطاع الصناعي وهي تنوي دخول الميدان السياحي عبر مشروع يخص مدينة هايدلبرغ إحدى أهم المدن السياحية في المانيا. وسيقوم السائح المحظوظ المجهز بهذا الكومبيوتر بالتنقل في احياء المدينة على ان تقوم الكاميرا المركزة على خوذة يرتديها بتصوير المكان الموجود فيه وتنقله الى الكومبيوتر الذي يفهمه وينطلق ليشرح مميزاته، وربما عرض صوراً مركبة لما كان عليه خلال قرون سابقة. كما يمكن ان يعمل "الكومبيوتر - اللباس" ترجماناً لصاحبه الذي سينطق بكلمات امام المذياع يجد الكومبيوتر ترجمتها فيرسلها له عبر مكبرين للصوت صغيرين مثبتين على كتفه او عبر سماعات الاذن. ويبلغ سعر جوهرة التكنولوجيا هذه حالياً نحو سبعة آلاف دولار. وهي قادرة على العمل لمدة ست الى سبع ساعات بواسطة البطارية. وقامت مصممة الازياء الالمانية الشابة آنا ماريا نايمن أخيراً بتصميم ثياب قادرة على استيعاب "الكومبيوتر - اللباس". وظهرت شركة "كسايبرنوت" قبل عشر سنوات وتطورت بفضل دعم مالي تلقته من الجيش الاميركي. وفي عام 1996 دخلت البورصة وهي لا تزال حتى الآن تسجل خسارة، الا ان سهمها الذي كان سعره في الاول من تشرين الاول اكتوبر الماضي دولاراً واحداً أصبح اليوم 15 دولاراً.