نختلف في لبنان على أكثر الأشياء. من أفضلية المرور وعلى محطات البنزين والجلوس في المقاعد الأمامية ونوع الهاتف المحمول وترتيب أرقام لوحة السيارة والرياضة وحدث ولا حرج. إلا أن أكثرية اللبنانيين اتفقت وبنسبة 80 في المئة، وحسب الاستفتاء الذي أجراه تلفزيون المستقبل، على اتهام الوزير السابق ايلي حبيقة بأنه هو المعني في ما جاء في كتاب "الكوبرا". حاول الوزير تبرئة نفسه من كل التهم الموجهة إليه في المقابلة التلفزيونية بصحبة المذيعة ماغي فرح. واعتبر "الكوبرا" روبير حاتم واحداً من ضحايا الحرب اللبنانية واصابه مس في عقله، ولجنة كهانا فهي صهيونية ومعادية للخط القومي العربي الذي ينتهجه معالي الوزير. وكل الشهادات التي برزت بعد المجزرة فيها شيء من المبالغة. سأكتفي بتحليلي الشخصي الذي تفتق ذهني به أثناء متابعتي لمقابلة الوزير. إذا قرأنا تاريخ المنطقة وتعمقنا في الحرب اللبنانية، سنجد ان عامل الثأر هو أكثر العوامل التي تحرك هذه المجموعات البشرية بانتمائها الطائفي والحزبي والعائلي وردود الفعل الهوجاء التي تصاب بها بعض هذه المجموعات فور وقوع حادث... ما ذهب ضحيته شخص... ما. إسرائيل تعرف جيداً عقلية المجتمع اللبناني وما زالت تكشف لنا كل يوم عن أشياء داخلنا تطن لها آذاننا. فبعد خروج المقاومة الفلسطينية وجرف كل السواتر الترابية المحصنة لبيروت تقدم الجيش الإسرائيلي إلى مشارف العاصمة، وهذا بالطبع يعني مروره بالكثير من المخيمات الفلسطينية واللبنانية. لماذا لم ترتكب هذه المجزرة إلا في بيروت وبعد مقتل بشير الجميل؟ ولماذا جيش سعد حداد هو الذي نفذ هذه المجزرة؟ هذه الأسئلة لا تعني عدم مشاركة هذه الجهات في التنفيذ والاشراف، لكن الحقد الأعمى الذي رافق مقتل بشير الجميل آنذاك، وهو الرمز لتلك المجموعة من المسلحين المتحالفين مع إسرائيل، شكل ذريعة لتنفيذ مجزرة صبرا وشاتيلا. حضرة النائب ايلي حبيقة تعلم انك لست في وضع تحسد عليه، لكنه سوء حظك، فبعد أن أصبحت رفيقاً ومناضلاً و... و... زيراً ونائباً ورجل أعمال، ها أنت الآن لا تستطيع ان تتحمل هذا المخلوق الذي حولته انت إلى ثعبان كوبرا وإلى أن يأتي كوبرا آخر أو ... ويفشي أسرار معلمه للقراء. لندن - جميل ضاهر