بدأ المهندسون الفرنسيون التابعون لقوات حفظ السلام الدولية بناء جسر "موقت" على نهر ايبار بين شطري مدينة ميتروفيتسا أمس. وجاء ذلك على رغم وجود جسرين ثابتين قديمين يربطان بين أجزاء المدينة. وتم اختيار نهاية الجسر في الشطر الشمالي لتكون عند "حي بوسنة الصغيرة" حيث توجد غالبية منازل الألبان، حتى يكون في إمكان سكان الحي التسلل عبر الجسر "الجديد" إلى القطر الجنوبي من المدينة، بعيداً عن متناول الصرب، ما اعتبره المراقبون مزيداً من الفصل بين الشطرين الألباني والصربي، وعزلهما عن بعضهما، سبيلاً لمنع المواجهات العرقية. وقال القائد الميداني الفرنسي الجنرال بيرييه دوسكوي الذي يشرف على العملية: "قررنا بناء هذا الجسر للمشاة، حتى يتمكن الألبان من العبور لأمور ضرورية، ويستطيع الأطفال الوصول إلى مدارسهم بدلاً من الجسرين الرئيسيين اللذين لا تزال توجد فيهما العديد من المشاكل". وبدا الوضع هادئاً في ميتروفيتسا أمس، وذلك حسب المراقبين، بسبب الوجود المكثف للقوات الدولية في الشطر الشمالي الذي يسيطر الصرب عليه. أما في الشطر الجنوبي الألباني، فإن الهدوء جاء في اعقاب ضغوط قادة الألبان، خصوصاً هاشم ثاتشي، على الألبان من أجل التزام الهدوء والتعاون الكامل مع قوات حفظ السلام. وكان ثاتشي وجه نداء إلى "مواطني كوسوفو كافة" دعا فيه إلى "عدم إعاقة عمليات القوات الدولية التي تسعى إلى حل المشاكل". وأعرب ثاتشي عن ارتياحه لعملية التفتيش عن الأسلحة التي نفذتها القوات الدولية، وأكد تأييده لاستمرارها. ولم يستبعد ثاتشي وجود عناصر البانية مسلحة، لكنه أكد أنها "ليست جماعات"، بل أفراد "غير منضبطين"، فيما أشار إلى أن الجماعات الصربية المسلحة "أصبح العالم بأسره يعلم بوجودها". وكان ثاتشي اجتمع مع وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت في العاصمة الألبانية تيرانا الأسبوع الماضي، ودعته إلى "التعاون مع الجهود الدولية لاحلال السلام في كوسوفو والتخلي عن أحلام ألبان الكبرى". من جهة أخرى، أعلن زعماء صرب ميتروفيتسا أنهم سينظمون اليوم الجمعة تظاهرات في المدينة ضد الجنود الأميركيين والألمان "الذين استخدموا التعسف والعنف اثناء تفتيش مساكن الصرب". كذلك، أعلنت فرنسا أنها قررت ارسال حوالى 700 جندي آخر لتعزيز وحداتها المتمركزة في شمال غربي كوسوفو، حيث تقع مدينة ميتروفيتسا، فيما أفاد وزير الدفاع الأميركي ويليام كوهين ان الولاياتالمتحدة تنظر في نشر المزيد من جنودها في كوسوفو. وإلى ذلك، قال مصدر عسكري أميركي "إن وحدة بحرية أميركية مستعدة للانتقال إلى كوسوفو متى يطلب منها ذلك". ومعلوم ان حلف شمال الأطلسي كان أعلن عند انسحاب القوات الصربية من كوسوفو انه سينشر ما لا يقل عن 50 ألف جندي تابعين لدوله في الأقاليم، لكن ما تم نشره حتى الآن لم يتجاوز ال35 ألف جندي.