اكتفى وزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي الست في ختام اجتماع عقدوه في الرياض أمس بالتأكيد على "حرص دولهم على استمرار توازن السوق للفترة القادمة بالتعاون مع الدول المنتجة الاخرى، والتشاور معها حول السبل الكفيلة لتحقيق ذلك بما يخدم مصالح الدول المنتجة والمستهلكة دون الاضرار بالاقتصاد العالمي". وقال البيان الختامي الذي صدر عقب الاجتماع الثالث والعشرين للجنة الوزارية للتعاون النفطي في مجلس التعاون الخليجي ان الوزراء عبروا عن ارتياحهم للتحسن الملموس في الاسعار الذي نجم عن مبادرة دولهم بالتعاون مع المنتجين الآخرين من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ومن خارجها لتحديد معدل الانتاج بغرض اعادة التوازن والاسقرار الى السوق. وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي رئيس الدورة الحالية للجنة قال في بداية الاجتماع ان وزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي يهدفون الى تقويم الاوضاع الحالية والمستقبلية في السوق النفطية وأهمية الطاقة بشكل عام والنفط بشكل خاص. وأضاف "ان مداولات وقرارات اليوم سيكون لها تأثير ايجابي كالعادة، وسنسعى دائماً لاستقرار السوق والالتزام باستمرار تدفق الامدادات"، لافتاً الى ان الاجتماع يأتي في وقت مهم بالنسبة إلى الأوضاع العالمية. وأعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي جميل الحجيلان من جهته ان "الاجتماع سعى الى تبادل المعلومات بهدف تحديد رؤية مشتركة للمساهمة مع الدول الاخرى لضمان استقرار الاسواق البترولية وتوازن قوى العرض والطلب". ولم يحدد أي من الوزراء الستة اذا ما كانت دول الخليج قد توصلت الى موقف جماعي موحد تجاه تمديد العمل باتفاق خفض الانتاج الذي ينتهي أجله في آخر اذار مارس المقبل، على رغم ان النعيمي أشار الى ذلك بالقول "دائماً هناك اتفاق" في اشارة الى ان لدول الخليج موقفاً موحداً لن يكشف النقاب عنه قبل اجتماع منظمة "أوبك" في فيينا الشهر المقبل. ويعتقد الخليجيون ان اسعار النفط ستنخفض خلال المرحلة المقبلة حتى وان راوحت الجسعار في الفترة الاخيرة بين الزيادة والنقصان، وهم يرون بضرورة التعامل مع الانتاج وفقاً لحاجات ومتطلبات السوق. وتتداول الاوساط الخليجية فكرة تمديد العمل باتفاق خفض الانتاج الى شهر أيلول سبتمبر المقبل، وهو الأمر الذي ربما يناقشه اجتماع "أوبك" المقبل في فيينا خصوصاً وانهم يتوقعون هبوطاً موسمياً في الاسعار مع انحسار موسم البرد. وعلمت "الحياة" ان وزراء نفط الخليج سيعقدون اجتماعاً تنسيقياً في فيينا عشية اجتماع منظمة "أوبك" لتحديد المواقف والتباحث مع الدول الاخرى وفق رؤية مشتركة. وقال النعيمي ان وزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي اتفقوا في اجتماعهم في الرياض أمس على ضرورة العمل من أجل استقرار السوق. واضاف النعيمي للصحافيين بعد الاجتماع ان الاتفاق يمثل "التزاماً باستقرار السوق". ويضم مجلس التعاون الخليجي اربع دول من اعضاء "أوبك" هي السعودية والكويت والامارات وقطر ودولة مصدرة للنفط من خارج المنظمة وهي عمان والبحرين التي لا تصدر النفط. وتملك الدول الست 45 في المئة من الاحتياطات النفطية العالمية وتؤمن قرابة 20 في المئة من حاجات النفط الخام حول العالم. وعلى صعيد الاسعار، سجل سعر الخام في الاسواق الدولية تحسناً طفيفاً بعد ظهر أمس واضاف خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الاجلة تسليم نيسان أبريل في بورصة النفط الدولية في لندن اربعة سنتات بعد الظهر وسجل 26.62 دولار للبرميل، علماً انه كان انخفض صباح أمس سنتاً واحداً عن سعر الاقفال أول من أمس الى 26.51 دولار للبرميل. وتوقع محللون تقلب اسعار النفط في انتظار اجتماع "أوبك" الذي سيعقد في 27 اذار مارس المقبل في فيينا والذي يتوقع ان يتخذ قراراً في شأن سياسة الانتاج. إلى ذلك قال وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون أمس انه يتوقع اجراء حوار بناء هذا الاسبوع في الكويت والسعودية في شأن خفض اسعار النفط. وقال ريتشاردسون للصحافيين في القاهرة رداً على سؤال عما اذا كانت جولته تهدف في جزء منها الى اقناع الدول العربية المنتجة للنفط بخفض الاسعار: "اتطلع الى حوار بناء". وأضاف ريتشاردسون انه يأمل في خفض اسعار النفط وان الرسالة التي سيوجهها الى الكويت والسعودية ستكون: "ينبغي ان تكون هناك زيادة في الانتاج". وجاءت تصريحاته بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك. ومن المقرر ان يصل ريتشاردسون، الذي يقوم بجولة في الشرق الاوسط لتعزيز التعاون في مجال الطاقة، الى الكويت اليوم ويزور السعودية يوم السبت. تعليق الصورة: