بغداد، نيويورك، كانبيرا - أ ف ب، رويترز - غادر المنسق السابق للنشاطات الانسانية وبرنامج "النفط للغذاء" في العراق هانز فون سبونيك بغداد مساء أمس في طريقه الى نيويورك لاجراء محادثات مع المسؤولين، في الاممالمتحدة، بعدما قبل الأمين العام كوفي انان استقالته أخيراً. وطلبت روسيا من مجلس الأمن ان يعقد جلسة علنية يستمع خلالها الى الالماني سبونيك الذي برر تنحيه بعدم مقدرته على السكوت حيال "المأساة الانسانية" في العراق. في غضون ذلك أقر أنان بأن اعضاء في المجلس يضعون عقبات أمام استيراد بغداد قطع غيار للمنشآت النفطية، محذراً من ان انهيار الصناعة النفطية في العراق يضر شعبه والاقتصاد العالمي. ورأى ان السماح باستيراد تلك القطع وبالتالي استمرار الصادرات النفطية العراقية يساعد في وقف ارتفاع اسعار النفط في الاسواق الدولية. وقدم السفير الروسي لدى الاممالمتحدة سيرغي لافروف طلب عقد الجلسة العلنية لمجلس الأمن خلال مشاورات مغلقة في المجلس ليل أول من أمس. وايدت الطلب ست دول اعضاء هي ماليزيا وبنغلادش وفرنسا والصين وتونس وناميبيا، فيما أعلن ممثلا الولاياتالمتحدة وبريطانيا انهما سيطلبان رأي الأمانة العامة. وكان سبونيك قدم قبل اسبوع استقالته التي ستدخل حيز التنفيذ في 31 اذار مارس وتلتها استقالة ممثلة برنامج الغذاء العالمي في العراق، الالمانية يوتا بوغهارت التي احتجت ايضاً على "المأساة الانسانية" في هذا البلد بسبب الحظر الدولي. وقال لافروف امام مجلس الأمن ان الاستقالتين تعتبران "دلالة مقلقة" على الصعوبات التي تعيق برنامج "النفط للغذاء". يذكر ان فرنسا اشادت كثيراً بسبونيك بينما اعربت الولاياتالمتحدة علناً عن ارتياحها الى رحيله. وفي بغداد ذكر مصدر في الاممالمتحدة ان سبونيك سيركز على البرنامج خلال محادثاته في نيويورك، مشيراً الى ان زيارته مقر المنظمة الدولية "روتينية وكانت مقررة قبل اعلان استقالته". انان الى ذلك، شدد انان على ضرورة السماح للعراق بشراء قطع غيار لمنشآته النفطية، قيمتها ملايين الدولارات، من أجل تفادي انهيار صناعاته النفطية والمساعدة في وقف ارتفاع اسعار البترول في الاسواق الدولية. واكد أمام "نادي الصحافة الوطني" في كانبيرا التي يزورها لمدة خمسة ايام، انه شجع اعضاء مجلس الأمن الذين يرفضون المصادقة في لجنة العقوبات على عقود عراقية بشراء تلك القطع، لمعاودة النظر في موقفهم، لافتاً الى تحذير بغداد من انها قد تكون مضطرة لخفض الانتاج. وتابع الأمين العام: "أوصيت مجلس الأمن بالسماح للعراق باستيراد قطع غيار بملايين الدولارات كي يمكنه الحفاظ على هذه الصناعة، اذ ان بعضها متعثر نتيجة عقبات يضعها اعضاء في المجلس. أود ان يدركوا الأمر سريعاً". ونبه الى ان انهيار صناعة النفط العراقية لن يضر الاقتصاد العالمي فحسب بل كذلك الشعب العراقي.