طهران - أف ب - فاز جميع المرشحين الاصلاحيين المؤيدين للرئيس الايراني سيد محمد خاتمي بالمقاعد ال15 للمجلس البلدي في طهران في الانتخابات التي اجريت في 26 شباط فبراير الماضي. ونشرت "وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء" الرسمية النتائج النهائية للانتخابات امس، وحصل فيها وزير الداخلية السابق عبدالله نوري القريب من خاتمي على اكبر عدد من الاصوات، وتلاه نائب وزير الاستخبارات السابق سعيد حجاريان الذي يدير حالياً صحيفة "صحب ايمروز" الاصلاحية. واحتلت امرأتان الموقع الثالث والرابع، وهما جميلة كديوار زوجة وزير الثقافة المعتدل عطاء الله مهاجراني، وفاطمة جلايبور شقيقة مدير صحيفة "طوس" الشعبية التي منع القضاء صدورها في العام الماضي. وحلت صديقة وصمغي في المرتبة الثالثة عشرة. وجاء في المرتبة الخامسة مسؤول سابق عن عملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية اثناء الثورة الايرانية محمد ابراهيم اصغرزاده الذي يتولى حالياً رئاسة نقابة طلابية شعبية لدى الشباب. كما انتخب عضوان سابقان في حكومة الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني هما على التوالي وزيرا الاعمار والاتصالات غلام رضا فوروزش ومحمد غرازي وقد تسجلا في الوقت ذاته على لائحتي الاصلاحيين والمحافظين. ولم يتمثل المحافظون سوى كاحتياطيين مع اربعة مقاعد من اصل ستة. وهذه النتائج هي الاخيرة التي تنشر عن الانتخابات في العاصمة الايرانية مع اخذ عدد المرشحين المرتفع في الاعتبار نحو اربعة آلاف وبطء عملية فرز الاصوات. وتؤكد النتائج التقدم الكبير الذي حققه المرشحون الاصلاحيون على منافسيهم المحافظين في المدن الكبرى الايرانية تبريز ومشهد واصفهان وشيراز ومناطق اخرى متوسطة الحجم. ومن اصل عواصم 28 محافظة بما فيها طهران احصي انتخاب 124 اصلاحياً و44 محافظاً و88 مرشحاً مستقلاً وفق الارقام التي نشرتها امس. كما حققت النساء اللواتي حصلن على دعم الاصلاحيين نتائج جيدة نظراً الى انتخاب 52 مرشحة في 28 محافظة ايرانية. يذكر ان نحو 25 مليون ايراني توجهوا الى مكاتب الاقتراع من اصل 40 مليون ناخب اي بنسبة مشاركة بلغت حوالي 60 في المئة في اول انتخابات بلدية منذ الثورة الاسلامية في 1979. وتعتبر هذه النتائج ثاني اكبر فوز للاصلاحيين منذ فوز خاتمي في انتخابات الرئاسة وتغلبه على منافسيه المحافظين قبل 21 شهراً. وتنتظر نتائج انتخابات طهران تصديق لجنة انتخابية عليا يهيمن عليها المحافظون حاولت من قبل منع اكثر من عشرة اصلاحيين من خوض الانتخابات. وتمكن الاصلاحيون العشرة من خوض السباق بعد تدخل الرئيس الايراني في اللحظة الاخيرة. وتعرضت اللجنة الانتخابية في طهران لانتقادات واسعة لبطء عمليات الفرز. لكن وزارة الداخلية عزت التأخير الى كثرة عدد المرشحين والرقابة الصارمة التي تفرضها اللجنة الانتخابية على الانتخابات. وبعدما ظهرت مؤشرات فوز الاصلاحيين لم يضع انصار خاتمي الوقت وشنّوا حملة انتقادات حادة على معارضي خاتمي المتشددين، خصوصاً المحكمة الخاصة المؤلفة من رجال دين ويهيمن عليها المحافظون والتي كانت اصدرت امراً باعتقال رجل الدين المعتدل محسن كديور بتهمة الاساءة للحكم الاسلامي في ايران. ووصف نشطون اصلاحيون وبعض الصحف التهم بأنها ذات توجهات سياسية وضغطوا على المحكمة من اجل اطلاق كديور، بل شكك البعض في دستورية المحكمة التي انشأها الزعيم الروحي الايراني الراحل آية الله روح الله الخميني للنظر في قضايا رجال الدين في حال ارتكابهم اي مخالفات.