} الوضع المتوتر الذي يعيشه جنوبلبنان في ظل التهديدات الاسرائىلية المتواصلة دفع بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى تجديد دعوته الى "كل من اسرائيل و"حزب الله" الى ضبط النفس"، وكذلك موسكو التي دعت لجنة تفاهم نيسان ابريل الى الاجتماع لمنع تصعيد التوتر، في وقت أكد رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص "تمسّك لبنان بالتفاهم، وأمل في ان تستأنف لجنة المراقبة عملها". دعا الأمين العام للأمم المتحدة اسرائيل و"حزب الله" اللذين يتبادلان الهجمات في جنوبلبنان الى "ضبط النفس وتجنيب المدنيين عمليات القصف". وأعلنت الناطقة باسم الاممالمتحدة ماري اوكابي ان أنان "لا يزال قلقاً جداً حيال التوتر الشديد القائم في جنوبلبنان ما يمكن ان يؤدي الى تفاقم وضع يتسم اصلاً بالهشاشة". وكرر أنان "دعوته الاطراف الى ضبط النفس وخصوصاً احترام وضع المدنيين". وأشار بيان اصدرته وزارة الخارجية الروسية الى "ان الجهود الدولية التي بذلت افلحت في خفض التوتر"، لكنها ذكرت "ان خطر جولة جديدة على المجابهة، لا يزال قائماً". ودعت موسكو كل الفرقاء الى "الحكمة ... والإمتناع عن استخدام القوة". وفي حين لم تحدد مسؤولية اسرائيل، قالت وزارة الخارجية الروسية "ان من المهم تفادي مصرع مدنيين وتدمير مواقع مدنية". ولاحظ مراقبون في موسكو ان البيان "صيغَ بلهجة أخف بكثير حتى من البيانات الأميركية التي شجبت قيام اسرائيل بضرب محطات كهربائية". واعتبر وزير الخارجية الإيرانية كمال خرازي ان "من حق لبنان مقاومة الهجمات الاسرائيلية على المدنيين والبنى الأساسية اللبنانية التي تنتهك تفاهم نيسان". وأضاف، في مؤتمر صحافي أثناء زيارة للعاصمة الماليزية كوالالمبور "نعتقد ان مقاومة العدوان حق مشروع للشعب اللبناني وما تقوم به اسرائيل بمهاجمة اهداف مدنية والبنية الاساسية انتهاك واضح لتفاهم نيسان". وقال "ان ايران على اتصال بدول تشرف على تنفيذ تفاهم نيسان للضغط على اسرائيل لوقف هذه الهجمات. وأن الرئيس الايراني محمد خاتمي كتب لزعماء الدول الاسلامية يحثّهم على المساعدة في إعادة إعمار لبنان". ومن الجزائر، دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي يشارك في مؤتمر مجلس الاتحاد البرلماني العربي، "العرب الى التضامن، اذا كان في الامكان، كي يستطيعوا ان يواجهوا ليس فقط المؤامرات العسكرية ضد بعض البلدان انما ايضاً ضد الموجات الاقتصادية والعولمة. إذ أصبح امر التنسيق العربي أمراً مفروضاً عليهم". وأكد الحص في حديث الى "اذاعة صوت العرب" "على مطالبة لبنان اسرائيل بالانسحاب من الجنوباللبناني". وقال ان "لبنان يرحّب في انسحاب اسرائيل في أي وقت من الجنوب"، مشيراً الى ان "ذلك يعتبر مطلباً لبنانياً منذ 22 عاماً"، مؤكداً ان "المقاومة اللبنانية لم تخرق الاتفاق وان كل عملياتها كانت في الحدود اللبنانية وضدّ مواقع عسكرية اسرائىلية"، موضحاً "ان لبنان ليس مستعداً للبحث في ادخال أي تعديل على اتفاق تفاهم نيسان". ورحّب بانتقاد الولاياتالمتحدة الاميركية العمليات التي قامت بها اسرائيل أخيراً على البنية التحتية في لبنان. وقال ان "هذه الانتقادات تعدّ تطوراً ايجابياً في الموقف الاميركي تجاه الاصوات التي تشهدها الساحة اللبنانية". ودان رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي "الموقف الاميركي المتحيّز دائماً لمصلحة اسرائيل"، مؤكداً على "أحقية استمرار المقاومة ضد اسرائيل ما دامت تحتل الجنوب والبقاع الغربي، وتتّبع سياسة الارض المحروقة باعتداءاتها على الشعب والمنشآت المدنية اللبنانية". وحيّا "وقفة الطلاب اللبنانيين والإتحاد العمالي العام والحركات النقابية والشعب، ضد التحيّز الأميركي والاعتداءات الصهيونية"، مشيداً بالموقفين "السوري واللبناني حيال الغطرسة الصهيونية والمحاولات المتكررة لفرض الشروط الاسرائيلية على عملية السلام والمحاولات الحثيثة لفك المسارين السوري واللبناني والاستفراد بكل منهما على حدة". وفي الاعتداءات، قصفت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس اطراف بلدات شقرا ومجدل زون والمنصوري ووادي القيسية بنحو 40 قذيفة، ما أدى الى اصابة المواطن علي خليل الزين 35 عاماً في شقرا بجروح. وفي المقابل، أعلنت المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" ان مجموعة منها دمّرت الدشمة الرئيسية في موقع حولا اثناء تواجد عناصر من "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل داخلها. الى ذلك، ذكرت اذاعة "صوت الجنوب" الناطقة باسم "الجنوبي" ان اسرائيل تقدمت بشكوى على لبنان الى لجنة تفاهم نيسان على خلفية العثور على ثلاث شحنات ناسفة اول من امس أدى انفجار إحداها خلال تفكيكها الى جرح عنصرين من "الجنوبي" في القطاع الشرقي. على صعيد آخر، عثرت القوى الأمنية اللبنانية في النبطية على عبوة ناسفة على شكل كرة حديد على بعد نحو مئة متر من الجامع الجديد في حي السرايا في المدينة، وعملت على تفجيرها.