بيروت ، القدسالمحتلة - "الحياة"، أف ب - ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس أن الولاياتالمتحدة قلقة من احتمال لجوء الحكومة الإسرائيلية الى تصعيد الموقف في لبنان بشن هجمات على أهداف سورية فيه، قبل الانتخابات المقبلة في 17 أيار/مايو، في وقت استمر التوتر في الجنوب، ولوح "حزب الله" بمواجهة أي خرق لتفاهم نيسان ابريل "بالرد المناسب". فقد أوضحت "هآرتس" ان "القلق الأميركي يأتي أثر تهديدات بعمليات انتقامية وجهها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في حال أطلق "حزب الله" صواريخ على شمال اسرائيل". ونقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية ان ضباطاً أميركيين تحدثوا أخيراً عن امكان تدهور الوضع في لبنان ولكن من دون الإشارة الى هجمات اسرائيلية على أهداف سورية. وأضافت ان الولاياتالمتحدة قلقة من تأثير الانتخابات الإسرائيلية التي يمكن أن تدفع نتانياهو الى شن عملية عسكرية على لبنان لرفع شعبيته في استطلاعات الرأي. وأكد المتحدث بإسم وزارة الدفاع آفي بنياهو ان "وزير الدفاع اسحق موردخاي لا يرغب في أي تصعيد في لبنان، لكن اسرائيل أبلغت الولاياتالمتحدة ودولاً أخرى ان ذلك يتوقف على لبنان، وعلى كل الأطراف أن يتصرفوا بحذر". ورداً على نية اسرائيل التصعيدية هذه، تحدث الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن "الخطر الصهيوني الذي يواجه المنطقة"، معتبراً "ان ما هو دون هذا المشروع تفاصيل ليس لها الأولوية". وقال "ان الصهاينة يريدون السيطرة على المنطقة ولو من دون القيام بعملية عسكرية، ويريدون فرض شروطهم على الجميع، وعلينا أن نتوحد وننهي خلافاتنا لنواجه ما يحدث، فالعرب يا للأسف، لا يستطيعون أن يعقدوا قمة عربية لمواجهة ذلك، والأميركيون هم الذين يحركون كل التطورات والأحداث وتحول بعض الحكام العرب منفذين للسياسة الأميركية". وأشار الى "دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل في مجازرها التي ترتكب في حق اللبنانيين في قانا وأخيراً في جنتا"، وقال "ان أميركا منعت مجلس الأمن من إدانة مجزرة قانا سابقاً وهي لذلك لن توافق على إدانة مجزرة جنتا وان كنا نصر على تقديم شكوى الى مجلس الأمن ليعرف العالم ماذا يحصل، علماً اننا لا نراهن على مجلس الأمن ولا على غيره، بل على المقاومة، لأنه الخيار الوحيد للرد على الاعتداءات الصهيونية، ونحن حاضرون لتقديم التضحيات. انتهى الزمن الذي كنا نقتل فيه وحدنا. المقاومة حاضرة للمواجهة وهي ستجبر العدو على دفع الثمن في مقابل اعتداءاته على بلدنا. فقد جرب العدو كل الوسائل للضغط علينا ولم ينفعه ذلك". وأشار الى "ان كثرة الجلسات لمجلس وزراء العدو المصغر دليل الى المأزق". وأكد رئيس المجلس السياسي ل"حزب الله" النائب محمد رعد "حرص المقاومة على حفظ أمن المدنيين"، وأضاف "ليس مسموحاً أن يمس شعبنا في أمنه وأن يمس الوطن في بنيته التحتية، لأن أرضنا ليست صندوق اقتراع وشعبنا ليس أوراقاً انتخابية للعدو، وأن أي خرق لتفاهم نيسان سنواجهه بالسلاح الرادع في الزمان والمكان المناسبين". ونفذ أهالي أرنون الجنوبية الواقعة على تماس مع الشريط الحدودي المحتل اعتصاماً في حي السلم في الضاحية الجنوبية، احتجاجاً على الحصار الإسرائيلي المفروض على بلدتهم. وعلى الصعيد الميداني، مشطت القوات الإسرائيلية ظهر أمس، الأحياء السكنية في بلدة النبطية الفوقا بالأسلحة الرشاشة الثقيلة، ما أدى الى تضرر عدد من السيارات، ودير مار انطونيوس. واعتقلت القوات الإسرائيلية محمد مصطفى ولي 50 عاماً من بلدة شبعا، واقتادته الى سجن الخيام. وأعلن "حزب الله" وحركة "أمل" انهما هاجما موقع الأحمدية في البقاع الغربي وقوة كوماندوس اسرائيلية على مثلث الطيبة - قبريخا.