أكد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة حرص بلاده على تجسيد علاقات الاخوة وحسن الجوار مع المغرب. واوضح في رسالة تهنئة الى العاهل المغربي الملك محمد السادس لمناسبة الذكرى الحادية عشرة للاعلان عن تأسيس الاتحاد المغاربي "استعداد الجزائر وعزمها الصادق على تجسيد علاقات الاخوة وحسن الجوار وارساء دعائم التعاون بين بلدينا وشعبينا بما يخدم مصالحهما المشتركة ويحقق امالهما المشروعة في تفعيل مسار البناء المغاربي على اسس متينة استجابة لما تمليه ضرورة التطورات المتسارعة في العالم". ووصف بوتفليقة البناء المغاربي بأنه "مشروع استراتيجي ومصيري"، وجدد التأكيد على ان الجزائر "لا تكن لملك المغرب وللشعب المغربي الا المحبة والاحترام والتقدير"، وانها حريصة على الارتقاء بالتعاون الثنائي "ولن تدخر اي جهد للعمل الى جانب اشقائها لتحقيق طموحات الشعوب المغاربية". ومن جهته أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس في رسالة جوابية الى الرئيس الجزائري عن سعادته لما "اعربتم عنه من جميل المشاعر وصادق العواطف"، وقال "نشاطركم نفس التوجه يقينا منا بان تفعيل الاتحاد المغاربي الذي تنشده شعوبنا حتمية تاريخية وضرورة جيواستراتيجية". واضاف: "نؤكد عزم المغرب الراسخ واختياره الاستراتيجي لبناء مغرب عربي قائم على الوحدة والانسجام والتضامن والوئام"، واعرب عن استعداد بلاده للمضي قدماً في هذا النهج "ثنائياً ومع شركائنا الاخوة الاشقاء في الاتحاد". وابدى المعنيون بالتقارب بين المغرب والجزائر مزيداً من الاهتمام بالاشارات الصادرة عن قيادتي البلدين، كونها جاءت في اعقاب الجولة الخليجية للرئيس الجزائري وسط أنباء عن تحركات لرأب الصدع بين البلدين، لكن المسؤولين في المغرب والجزائر لا يريدون الحديث صراحة عن وساطة بينهما من اي نوع، وان كان تردد ان هناك حلاً وفاقياً تتبناه اطراف عربية، يرمي الى إحداث الانفراج في طريقه الى التبلور. الى ذلك ذكر بيان نيابي ان رئيس مجلس النواب عبدالواحد الراضي سيرأس وفد المغرب الى مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب في الجزائر بين 19 و22 من الجاري. واوضح البيان ان اعمال الاجتماع ستركز على "تحقيق المصالحة العربية الشاملة والتضامن الفعال". من جهة اخرى اجتمع السفير المغربي في الجزائر عبدالرزاق الدغمي مع وزير الشباب والرياضة الجزائري عبدالمالك السلال، وعرض الطرفان التعاون في قطاع الرياضة، بيد ان دلالات اللقاء تجاوزت ذلك حسب اكثر من مصدر، وتربط المصادر بين تصريحات صدرت عن قيادي في "بوليساريو" قبل بضعة ايام لدى زيارته جنوب افريقيا التي تتنافس والمغرب على استضافة كأس العالم، وتهديده بمعاودة حمل السلام، لكن مصادر مغربية قللت من اهمية التصريحات، في حين عرف مقر البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ مواجهات بين صحراويين من بوليساريو والمغرب قدموا الى هناك لحشد التأييد، وقالت مصادر نيابية ان وفداً برلمانياً مغربياً اجرى محادثات مع اعضاء في الكتلة الاشتراكية الاوروبية عرضت تطورات قضية الصحراء. وعلى الصعيد نفسه، اعلن في أغادير جنوب المغرب ان 19 منشقاً عن جبهة بوليساريو عادوا الى المغرب من مخيمات الحمادة جنوب غربي الجزائر، وذكرت مصادر رسمية ان المجموعة تضم اطفالاً ونساء ينتسبون الى قبائل عدة، وقدمت لهم السلطات اسعافات لدى وصولهم عبر الجدار الامني الذي يسيج المدن الصحراوية الآهلة بالسكان، وتحدث هؤلاء عن تزايد الخلافات داخل قيادة بوليساريو وعن الاوضاع المأسوية في المخيمات.