إذا أردت معرفة مراحل نمو «عجاج» أو «ذابح»، فالأمر ليس صعباً، على موقع أو «منتدى أغنام» الإلكتروني، ستجد «عجاج بن الحكم» أو «الذابح ولد عز كساب»، وهما يرفلان في صور لهما في مختلف أعمارهما! لكن أن تعرف «نسبهما» أو نسب سواهما فالقصة «ليست يسيرة». توحي بذلك التساؤلات المتعددة التي تأخذ طابع الحيرة، من أعضاء في المنتدى نفسه عن الطريقة التي يُعرف فيها والدا «العنزة» أو «الفحل». من مراحل النمو مروراً بالمميزات ووصولاً إلى «النسب»، وليس انتهاء بأسعار الأغنام، خصوصاً ما يتعلق ب«المزاين»، والفتاوى في ما يتعلق بتجارة الأغنام وأحكام زكاتها، وأحياناً الخروج إلى هامش «بيض الدجاج» والسؤال عن طرق خداعه ل«زيادة نسبة التفقيس»، يناقش أعضاء منتدى «أغنام» الإلكتروني كل المستجدات في مجال «الأنعام»، وما قرب إليها من شكل ونوع. بأسلوب منطقي، وبخبرة قلّ نظيرها، ستجد أحد الأعضاء يرشد كل من ألقى بصره إلى المنتدى لطريقة يمكن عبرها أن «تلد أغنامك في السنة مرتين»، لينتقل الحوار عن الطرق التي من الممكن أن تتفادى من خلالها «الخسارة» تحت عنوان «لماذا أخسر في تربية الأغنام؟». وبعيداً عن صلب الموضوع الرئيسي من بيع وشراء ونصائح متعلقة بتربية الأغنام وسواها، يفاجأ مقتحم الموقع ب»نقاش مؤدب ومتواضع» بين الأعضاء حول أسماء «الفحول»، وعن ضرورة «انتقاء الاسم المناسب»، رداً على بعض الأسماء ك«عزيز» و«قهار» و«رقية» وسواها، سواء من باب الحرمة أو الذوق. لكن اللافت هو ذلك المزيج «الفانتازي» بين «مهنة الأنبياء» البسيطة، وذلك التنظيم المطروح في المنتدى من تبويب المنتدى وأقسامه، إذ للمنتدى مجلس أعضاء ومراسلون، إلى جانب تخصيص أقسام خاصة ب«اتحاد مربي الماشية» و«الكشتات والرحلات البرية» وأخرى لمتابعة أخبار الأغنام حول العالم. وإذا ارتبط مصطلح «الساحات» بالموقع الشهير، فإن الساحات في منتدى أغنام لها «باع أكبر»، فلبيع وشراء الأغنام ساحة، وللخيل والإبل والغزلان والأبقار ساحة، وللطيور والدواجن واحدة، في أسلوب يخلق «فيديرالية» ما في الموقع، ويمنع اختلاط الحابل بالنابل، لكن الأغرب هو وجود «أرشيف» مخصص لعمليات البيع والشراء الماضية. بقي العمود الفقري للموقع الضخم في محتواه، فالمزادات هي عصب الموقع، خصوصاً عندما تُرى التغطيات المباشرة لمزادات «مزاين الغنم» ومسابقاتها، وسط إقبال يسجل تعداده بآلاف المشاركات والمشاهدات. في قسم المزادات، يجد الزائر كل ما يتخيله وما لا يتخيله من أفكار وتساؤلات وأرقام وعروض ومواعيد، في أقصى استغلال للمساحة اللانهائية للموقع، وكأنهم يحلبون «الإنترنت».