بعد ايام على اعلانه نيّته في كتابة رواية تخاطب الأجيال الجديدة، مضى الرئيس العراقي صدام حسين قدماً في "مشروعه الروائي" فاستقبل قبل يومين عدداً من كتّاب القصة والرواية والسيناريو والدراما وقصص الأطفال. وبثت وكالة الانباء العراقية ان صدام قال للكتّاب: "نريد ان نسمع منكم افكاراً وآراء تتعلق بعملكم وجهودكم في هذا المجال" فيما اكد ضرورة ان "يتناول الانسان الذي يكتب رواية نماذج من الحياة كما يفعل الخيال فعله كهالة مفعمة بالمفردات التي يبني عليها في الحياة، والهالة هي خيال الروائي وخيال القاص". واشار صدام على كتّاب الرواية والقصة العراقيين في اللقاء وعرف بينهم: ابتسام عبدالله، عبدالخالق الركابي، محمود عبدالوهاب، محمد خضير، ناصرة السعدون وصباح عطوان - ان يحولوا الفكر السياسي ونتائج "ام المعارك" الى اعمال ادبية، وقال: "من المهم تحويل الموقف الى داخل الادب لأنه اكثر ضماناً من بقائه في كتب السياسة". وزاد بأن طالبهم بتحويل احاديثه السياسية وخطبه الى اعمال ادبية وقال ان الناس في الوطن يهتمون بالادب العراقي، ولكنهم "ليسوا على اطلاع في معالجتنا للموضوع الفلاني في خطبنا السياسية او في المقالات الفكرية". وعن تنفيذ أمره بتحويل "حكايات المقاتلين" الى اعمال أدبية قال صدام: "لقد طلبت من المقاتلين ان يكتب كل واحد منهم واذا لم يستطيعوا ذلك عليهم ان يستعينوا بأحد الكتّاب على ان يصدر الكتاب بإسميهما لكي تحفظ الحقوق". وركّز صدام على ان تكون مهمة كتّاب القصة والرواية تحويل حكاية "أم المعارك" الى اعمال ادبية وقال: "كانت تجربة المقاومة في أم المعارك أعمق من تجربة القادسية". وأصدر صدام أوامره الى الكتّاب بأن يتحولوا الى "الرواية الطويلة" كي يتمكنوا من متابعة الوقائع اليومية التي يشهدها العراق ومنها الغارات التي تشنها الطائرات الاميركية والبريطانية على شمال العراق وجنوبه. وقال: "لِمَ لا تلجأون الى الرواية الطويلة لكي تعالجوا كل شؤون الحياة… اي ان يأتي الكاتب بمزيج من الصلة بين الحياة البيتية الاعتيادية واحداث الرواية حتى تصل الى مستوى المقاومة خلف المدفع الرشاش الذي يقاوم طائرات العدو"، ناصحاً الكتّاب ب"انكم بحاجة الى نفس أطول في كتابة الرواية". ودعا صدام الكتّاب الى عدم التزام قائمة الممنوعات التي تصدرها وزارة الثقافة والاعلام والتي تتحكم بالنشر والرقابة، لكنه أبقى لنفسه الحق في اصدار المنع، فقال: "اذا قلت لكم انا صدام حسين ان هذا خطأ وهذا صواب… فلكم ان تتقبلوه مني او لا تتقبلوه اما الآخرون فليس من حقهم ان يقولوا لكم ان هذا خطأ"، مؤكداً ضرورة ان يكون الكتّاب "بعيدين عن الإثارة لجلب الاهتمام"، واوضح قائلاً: "نحن هنا لا لكي نعترض او نعارض وانما لنبني". ولتطبيق اوامره، امر صدام بتأسيس لجنة من عشرة كتّاب. وقال: "اننا عندما نكتب شيئاً جيداً يستطيع موقفنا ان يصل الى الآخرين كما هو". وطالبهم في نهاية اللقاء بتقديم مقترحات "ملموسة"… مستوحاة مما قاله.