أكد مسؤول في "قوة الدفاع عن جنوب السودان" أن مواقع الحركة في مناطق عدة من الجنوب تعرضت لهجوم من الجيش السوداني جاء بعد أيام من استقالة زعيم الحركة الدكتور رياك مشار من مناصبه الحكومية. وأفاد المسؤول إن منطقة لير التي يوجد فيها مشار حالياً تعرضت لقصف عنيف وتوقع إتساع دائرة المواجهات في اقليم اعالي النيل الغني بالنفط. وأفادت معلومات تلقتها "الحياة" أن مناطق واسعة في اقليم أعالي النيل الذي يعاني من المواجهات بين الميليشيات المحلية المتنافسة تشهد مواجهات حالياً. ولم تستبعد المصادر أن يستهدف بعض هذه الهجمات مشار الذي أثارت استقالته إستياءاً واسعاً في أوساط الحكومة السودانية خصوصاً أن توقيتها جاء في خضم الصراع القائم بين جناحي الحكم السوداني. وعزا مشار تخليه عن تحالفه مع الحكومة الى أسباب عدة أبرزها إخلال الرئيس عمر البشير بالاتفاق الذي وقعته الفصائل الجنوبية مع الخرطوم في العام 1997 بتعيين ولاة ووزراء جنوبيين في التشكيل الحكومي الجديد من دون التشاور مع القادة الجنوبيين وفقا لما تقضيه الاتفاقية. وشكا مؤيدو مشار بعد استقالته من أن تركيز مؤيدي البشير على مواجهتهم مع الامين العام للحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي جعلهم يصبون اهتمامهم لدى إختيار الوزراء والولاة على نزاعهم الداخلي ويهملون ما يقتضيه الاتفاق من مشاورات. وقال الناطق باسم مشار في لندن لوك بدونغ ل "الحياة" أمس أن القصف على منطقة لير جاء حين كان القيادي الجنوبي في المنطقة لعقد إجتماعات مع قادة حركته الميدانيين وشيوخ قبائل النوير التي ينتمي اليها. وأضاف أن معلومات تلقاها أمس أفادت أن مناطق أخرى بينها مابان وبانتيو القريبة من آبار النفط وميوم مرشحة لوقوع مواجهات حادة فيها. لكن الناطق لم يعطِ معلومات عن ضحايا المواجهات. من جهة أخرى، نشرت صحيفة سودانية أمس أن وزارة الخارجية السودانية قررت إلغاء إتفاقية مقر موقعة في العام 1992 بين الحكومة السودانية و"المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي"، وتوقعت أن تسترد السلطات المبنى الذي خصص ل"المؤتمر". وأضافت صحيفة "أخبار اليوم" أن القرار أبلغ الى نائب الامين العام ل "المؤتمر". ويعتقد أن الخطوة تأتي في اطار جهود البشير لتقليص نفوذ الامين العام للمؤتمر حسن الترابي. وإنحسر نشاط التجمع العربي والاسلامي في السنوات الماضية ولم يعقد مؤتمرات منذ أكثر من عامين ما جعل المحللين يعتبرون الخطوة رمزية وغير ذات تأثير على تطور النزاع بين الترابي والبشير. وجاء الاعلان المقتضب بعد يومين من إنتقادات حادة وجهها الترابي للحكومة في ندوة حضرها أكثر من عشرة آلاف شخص في مدينة أمدرمان. على صعيد آخر، نظم قادة الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض لقاءً حاشداً في مسجد السيد علي الميرغني في الخرطوم بحرى مساء أول من أمس خاطبه زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني عبر الهاتف داعياً الى الحفاظ على وحدة الحزب. ويشهد الحزب الاتحادي خلافات وانشقاقات وقع آخرها قبل شهرين. وإعتبر المشاركون في اللقاء أنه يمثل بداية لممارسة العمل السياسي العلني للحزب في الداخل.