توقع مسؤول سوداني عقد لقاء قريباً بين رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي ورئيس "التجمع الوطني" المعارض زعيم الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني، فيما اوضح رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار، في مذكرة، مآخذه على حكومة الخرطوم في شأن تطبيق اتفاق السلام مع الفصائل الجنوبية. تقدم رئيس مجلس جنوب السودان الدكتور رياك مشار بمذكرة شديدة اللهجة الى لجنة مكلفة معالجة خلاف بين الفصائل الجنوبية والحكومة في شأن اتفاق السلام الذي وقعه الطرفان في نيسان ابريل 1997. واتهم مشار الحكومة بعدم تنفيذ بنود في الاتفاق مثل تشكيل لجنة عسكرية مشتركة بين الفصائل والحكومة، ودعم "قوات الدفاع عن الجنوب" التي يقودها، وتعيين رجال الامن من هذه الفصائل. واشارت المذكرة خصوصاً الى ان الحكومة "زعزعت الامن" في ولاية الوحدة الجنوبية الغنية بالنفط بدعم الجيش السوداني مجموعة منشقة عن مشار يقودها اللواء فاولينو آتيب. وانتقد مشار ايضاً عدم تعيين موالين له في وظائف اساسية في مناطق استخراج النفط. واستنكر عمليات التفتيش عن الاسلحة التي اخضعت لها منازل شاغلي مناصب دستورية من انصاره في اطار حملة للحد من حمل السلاح في الخرطوم وجوبا عاصمة الجنوب إثر اشتباكات في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. واشار الى ان الحكومة استوعبت خمسة ضباط كبار من "قوات الدفاع عن الجنوب" في الجيش السوداني من دون استشارته. وتدرس اللجنة المكلفة تقويم اتفاق الخرطوم للسلام تحفظات الحكومة ومشار بهدف تقديم تقرير الى رئاسة الجمهورية للبحث في سبل معالجة الخلاف. وأفادت معلومات في الخرطوم ان الرئيس عمر البشير او نائبه الاول علي عثمان محمد طه سيجتمع مع مشار للنظر في معالجة الخلافات. ولم تستبعد تقارير ان يتقدم مشار واعضاء حزبه باستقالات جماعية من مناصبهم الحكومية في حال فشل الاتصالات في ايجاد حل للخلاف. من جهة اخرى يصل الى الخرطوم اليوم وفد ليبي ينقل الى الخرطوم نتائج محادثات اجراها مسؤولون ليبيون مع قادة المعارضة السودانية في شأن تحقيق المصالحة السودانية. وقال امين الدائرة السياسية في "المؤتمر الوطني" الحاكم محمد محسن الامين ان الوفد الليبي سيجري حواراً مع قادة هذا الحزب في شأن نقاط المبادرة الليبية للتسوية السياسية في السودان. وأكد حرص "المؤتمر" على التوصل الى اتفاق وترحيب الحزب الحاكم بالمبادرة الليبية. وأكد الامين مجدداً رفض "المؤتمر" "اي شروط للدخول في حوار" مع المعارضة. وقال ان "اولى ملاحظاتنا ان ملتقى الحوار الوطني السوداني لن يكون لقاء بين الحكومة والمعارضة بل سيكون منبراً وملتقى للقوى السياسية السودانية كافة". واضاف "لا نريد حصر الاتصالات في دول بعينها من دول الجوار والدعوة يجب ان توجه الى دول الجوار كافة للمشاركة بصفة مراقب". وزاد "نريد دول الجوار كافة ولا نريد "ايغاد" جديدة للحوار السوداني". وجدد الامين تأكيد قرب عقد لقاء بين رئيس البرلمان الامين العام ل"المؤتمر الوطني" الدكتور حسن الترابي مع زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني. وقال "نحن اكثر قرباً الى الميرغني، واجراءات اللقاء اكتملت وهناك رغبة في اللقاء من الطرفين بعد ان حمل الوسيط رغبة الميرغني في اللقاء". الى ذلك، اعلن امين دائرة العلاقات الخارجية في "المؤتمر الوطني" عبدالله سليمان العوضي عقد لقاء في الخرطوم بين الوفد الليبي والوسيط السوداني في مبادرة جنيف الدكتور كامل ادريس من اجل تحقيق "مزيد من التنسيق لإنجاح المبادرة الليبية".