ينتمي المغنّيان الشابّان هادي خليل ومايا نصري الى جيل المغنّين الجدد. فقد انطلقا قبل ما يقلّ عن السنة في برنامج "كأس النجوم" للمخرج سيمون أسمر: مايا عن فئة المطربة ليلى مراد صاحبة الصوت الكناري التي احتلت مرتبة "متقدمة" بين المطربات ولا سيما في الأفلام الغنائية، وهادي عن فئة ملحم بركات، المطرب الصادح بألحانه الشعبية. نال كل منهما ثلاثة كؤوس، كأس الجمهور، كأس المطرب أو من يمثله وكأس الكؤوس وانطلقا في زخم في أغنيتي "إنت حبيب عيوني"، و"آخر همّي حكي الناس"، للشاعر ميشال جحا والملحن جوزف جحا. تعبيرية أدائهما كشابيّن نمّت عن شعورهما العميق بالكلمات، وعفويتهما وبساطتهما أمور صنعت نجاحهما وقرّبتهما من الآذان والعيون وقد كان الدعم الإعلامي لهما كبيراً وأتاح لهما الوصول في سرعة الى الجمهور الذي أحبهما. بعد هاتين الأغنيتين انهالت عليهما الحفلات في لبنان وخارجه. وسيحييان قريباً حفلاً غنائياً في مهرجان في السويد. هذا الصعود السريع صوب ما بات يسمى ب"النجومية" مخيف كما يعتقد النقاد الفنيون، إن لم يترافق مع تثقيف الصوت وتطوير الأداء وتعميق المعرفة. يعي هادي ومايا هذه الحقيقة، تقول مايا: "صحيح، إن من يصعد الى النجاح في سرعةٍ كبرى يواجه خطر السقوط المبكر. لذا ينبغي على الفنان أن يدرس خطواته في تمعن، ويلاقي توجيه من هم أوفر خبرة منه". يعترف الثنائي بوجود إختلافٍ بين المطرب الأصيل والمغني "النجم" حسب التوصيف السائد. "النجم مهضوم شكلاً وحضوراً ، صوته محبب وأداؤه مقبول، لكن الإستمرارية بمنتوج غنائي راق هي النجومية عينها"، يقول هادي. وتعتبر مايا أنه "من الصعب إكتشاف أصوات خارقة يومياً على غرار أصوات وديع الصافي وفيروز، لكن من يؤدي جيداً يمكن أن يكون نجماً، ومن الجميل أن يجمع المطرب بين مواصفات النجم وبين إمكانيات المطرب الأصيل". بالعودة الى بداياتهما، فقد إشترك هادي عام 1992 في برنامج "استديو الفن" ونال ميدالية ذهبية عن عزف العود. وكانت له تجارب مسرحية عدة مع المسرحي الكوميدي منير كسرواني في وزارة وهوارة"، و"فلت الملق"، و"فوق الدكة" وأحيا حفلات عدة قبل نجاحه في "كأس النجوم". وتابع دراسة موسيقية لثلاثة اعوام في المسرح، التقت به مايا التي مثلت في مسلسلات عدة وفي فيلم سينمائي، وخاضت بضع تجارب إعلانية قبل انتقالها الى ميدان الغناء. تحلم مايا أن تكون فنانة شمولية على غرار ليلى مراد التي تعتبرها مثالاً في حضورها الشفاف وصوتها وأغنياتها الحية على رغم مرور أعوام، وقد اختبرت مايا القيمة الفنية الخالدة لهذه الأغنيات بعدما وصلت الى النجاح عبر أدائها أنا قلبي دليلي"، و"ليه خليتني أحبك". أما هادي الذي لديه تجارب تلحينية "متواضعة" حسبما يقول، فيطمح الى تثبيت نفسه كمغنٍِ ناجح، وهو يوجه إنتقادات دائمة لنفسه بغية تحسين أدائه، ويستمع الى وديع الصافي وفريد الأطرش وملحم بركات ومحمد عبده وعبدالله الرويشد وسواهم من الكبار. أما مايا، فتتمرّن لساعتين يومياً وتعشق فيروز ووردة الجزائرية وأحلام. يخطو هادي ومايا خطواتهما الأولى كديو، لكنهما لا يستبعدان إمكان إفتراقهما يوماً مع الحفاظ على صداقتهما. وفي المستقبل القريب، ستنزل الى الأسواق أغنيتان كل واحدة خاصة بأحدهما. يحاول هذا الثنائي سلوك طريق النجاح تحت إدارة المخرج سيمون أسمر التي يعتبران أنها تمهد لهما الطريق وتبعدهما من الأخطاء قدر الإمكان. صعوبات الحياة الفنية يكتشفها هذان الشابان رويداً رويداً، وأول الغيث تمثل في الاشاعات التي سرت عن علاقة حب تجمعهما. ينفي الإثنان هذا الأمر في شدة، وتتمنى مايا ألا يتكرر الأمر لأنه مسيء الى علاقة الصداقة. هذان الوجهان الجديدان، نجحا في الوصول في سرعة الى قلوب الناس، لكن النجاح المستمر يتطلب العمل بكد وجهد وبطء، والتنبه الى عدم الإنزلاق تحت سطوة النجومية السريعة بزوالها أيضاً، فهل سيفلحان؟.