في سرية تامة وصل منتخب مصر لكرة القدم الى مطار القاهرة مساء أول من أمس وسط حالة من الحزن والغضب بين العاملين في المطار. وحرصت سلطات الأمن والجوازات على إنهاء اجراءات الوصول بسرعة للحيلولة دون أي احتكاك بين اللاعبين وبين المواطنين الغاضبين في المطار. وكان الفرنسي جيرار جيلي المدير الفني للمنتخب توجه من لاغوس الى باريس مباشرة في إجازة لمدة اسبوعين على أن يعود بعدها الى القاهرة لاستئناف عمله استعداداً لتصفيات كأس العالم. وكان جيلي حكيماً في تفادي العودة للقاهرة لأن العشرات من الغاضبين في مطار القاهرة بحثوا عنه طويلاً، ورددوا هتافات معادية له رغم غيابه. وواصلت الصحافة المصرية هجومها الحاد ضد المنتخب ومدربه لليوم الرابع على التوالي منذ هزيمته أمام تونس صفر -1 في ربع النهائي، وتركزت الاتهامات أخيراً حول ثلاثة أشخاص فقط هم جيرار جيلي واللواء الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة وحسام حسن كابتن المنتخب وهدافه. وذكرت صحيفة "الأخبار" اليومية أن جيلي وقع في اخطاء قاتلة في اختيار لاعبين غير جاهزين وتمسك بهم كأساسيين على رغم سوء ادائهم وحرص على الدفاع عنهم، وأن المباريات كشفت أن جيلي لا يعرف كيف يضع التشكيل المناسب لكل مباراة بدليل اهماله لسيد عبدالحفيظ الذي تألق أمام بوركينا فاسو وغاب أمام تونس. واتهمته ايضاً بفقدان السيطرة على اللاعبين وعجز عن وقف مسلسل استهتارهم قبل المباريات بالسهر والخروج حتى ساعة متأخرة من الليل. وكانت مجلة "الاهرام الرياضي" الاسبوعية اكثر قسوة على الجميع، ونشرت غلافها باللون الأسود مع عنوان للسخرية من جيلي "بابا.. قول لجيلي... بح"، وهي عبارة دارجة عند المصريين وتوجه دائماً الى الاطفال الصغار وتعني أن الأمور انتهت. وكتب ابراهيم حجازي رئيس التحرير أن جيلي اخطأ في التشكيل وأخطأ في التغيير وان الجميع غير مقتنعين بالمدرب واختياراته ومحاضراته. وتعددت جوانب السخرية والنقد للمدرب الفرنسي في أكثر من موقع: "تونس لم تفز على مصر.. ولكن فازت على مدرب خائف ومرتبك"، و"خسرنا ببركة الخواجة جيلي.. آه يا بلد يا جيلي"، و "المراسلون اشادوا بنجوم مصر واكتشفوا أن المدرب تركهم في الاحتياطي" و"ميرسي مسيو جيلي هزمتنا"، و"جيلي فشل تماماً أمام تونس". وكتب حسن المستكاوي تحت عنوان "توظيف اللاعبين مسؤولية القوى العاملة": "البعض كان يطبل للمدرب ويغالط ويضحك على الناس والقراء ويصف اداء مصر أمام زامبيا والسنغال بأنه رائع، لكن المدرب لم يقدم جديداً، والحساب يجب أن يكون لمن تعاقد مع جيلي ب 35 ألف دولار وهناك مدربون بمرتبات أقل، والمشكلة هي قدرة المدرب على ادارة المباراة أو توظيف امكانات اللاعبين، ونحن لا ندعو جيلي لأن يقوم بدور "وزارة القوى العاملة". وكتب مراسل الاهرام الرياضي من نيجيريا تحت عناوين "لاعبو مصر يتهمون جيلي والحكم"، "وياسر رضوان يقول: جيلي هزمنا"، و"جيلي يضحك علينا". ولم يفلت اللواء حرب من الاتهامات، وانحصرت حول دوره في التعاقد مع جيلي واستقدامه من دون ان يكون لديه المبررات الكافية بالاضافة لعدم توفير المناخ المناسب بسبب خلافات جيلي وأنور سلامة. وطالب كثيرون باستقالة اللواء حرب من رئاسة اتحاد الكرة لإفساح المجال لمجلس جديد يعيد للكرة المصرية هيبتها. واتهم الكثيرون حسام حسن بأنه مسؤول عن تشكيل منتخب مصر في مباراة تونس، ويمارس ضغوطاً على جيلي لوضع شقيقه ابراهيم حسن باستمرار في التشكيلة الاساسية، ويضع باقي اللاعبين في الملعب وفقاً لاهوائه وقدرته على التعاون معهم، وأشاروا الى أن عدداً كبيراً من اللاعبين ابدوا ضيقهم الشديد من هذه الطريقة... لكن أحداً لم يذكر بالاسم من هو صاحب هذا الاتهام. ووسط هذا التيار الجارف جاء صوت الخبير المصري محمد عبده صالح الوحش ليحذر من أي تغييرات في اتحاد الكرة إو الجهاز الفني، وطالب بالاستقرار واتاحة الفرصة للجهاز الفني للعمل من دون ضغوط.