فاجأ المدرب المصري أنور سلامة أوساط كرة القدم أمس باستقالته من عمله كمدرب عام للمنتخب المصري وذلك قبل 17 يوماً من انطلاق كأس الأمم الافريقية في نيجيريا وغانا. وبرر سلامة استقالته بفقدان التعاون والثقة بينه وبين الفرنسي جيرار جيلي المدير الفني، ووصف الاخير بأنه محدود الامكانات وغير كفء لتولي مهمة تدريب بطل افريقيا. ورفض سلامة قبول وساطة اللواء يوسف حرب رئيس اتحاد الكرة الذي زار معسكر منتخب مصر في اسوان أول من أمس لتقريب وجهات النظر بين جيلي وسلامة. وأكد المدرب المصري لرئيس الاتحاد ان جيلي لم يقم بأي واجب من واجباته كمدير فني سواء على الصعيدين البدني او الخططي او الفني، ولم ينظم مراناً واحداً للمنتخب لتنفيذ أسلوب اللعب الذي سيطبقه في النهائيات، ولم يعط اللاعبين دروساً أو حصصاً في المهام الخططية ولم يتعاون مع أي مدرب مصري، ووصل الأمر الى محاولة احراج المصريين العاملين في الجهاز الفني مساء الأحد الماضي عندما لاحظ الجميع بجلوسه مع زميله الفرنسي البير ايمون في المدرجات وتكليف المصريين قيادة المران وحدهم. وحسم أنور سلامة المسألة تماماً بالعودة الى القاهرة تاركاً معسكر المنتخب في اسوان حتى لا يؤدي الخلاف الحاد والمشتعل بينه وبين جيلي الى اثر سلبي على اللاعبين ويقلل من تركيزهم في مرحلة حرجة قبل النهائيات. من جانبه أعلن حرب رفضه استقالة سلامة، وأكد أنه سيسعى مع زملائه الى اقناعه بالعودة واصلاح الخلاف مع جيلي، وطالب بعقد اجتماع عاجل لمجلس إدارة الاتحاد لبحث الأزمة الطارئة. وبوضوح كامل اعلن جيلي للصحافيين المصريين سعادته برحيل انور سلامة، وأكد أن المهمة ستكون أسهل له ومساعده ايمون في المرحلة المقبلة. وعقد جيلي اجتماعاً مع اللاعبين بعد سفر انور سلامة، وطالبهم بنسيان فترة المران السابقة والتركيز في الايام القليلة المقبلة. والطريف أن جيلي، في محاولته لاستقطاب اللاعبين الى صفه، وافق على طلب حسام حسن كابتن المنتخب بالغاء الرحلة المزمع القيام بها الى ساحل العاج الاسبوع المقبل لتدهور الاحوال السياسية والامنية في ابيدجان وخشية تعرض المنتخب لهزيمة ثقيلة تهز المنتخب المصري قبل مباراته الاولى في البطولة الافريقية ضد زامبيا. الخلاف الحاد بين جيلي وسلامة غطى على كل الاحداث الاخرى في الرياضة المصرية، ووجدت الصحافة الفرصة سانحة لفتح ملف جيلي من جديد والتشكيك في قدراته والتذكير براتبه الخرافي وفترة انقطاعه الطويلة عن التدريب في فرنسا. الغريب أن عشرات الاصوات في الصحافة المصرية ارتفعت أمس للمطالبة باقالة جيلي واعادة محمود الجوهري المدير الفني السابق الى موقعه في اسرع وقت، واتاحة الفرصة امامه لقيادة المنتخب والدفاع عن لقبه. وكان محمود الجوهري ضيف شرف حفل افطار كبير اقامه الصحافيون الرياضيون في القاهرة أول من أمس، واختاروه كأحسن مدرب مصري في القرن العشرين وقدموا له هدية تذكارية، ووجه لهم الجوهري الشكر، ولكنه رفض التعليق نهائياً على الشائعات التي تناثرت حول ضرورة او احتمالات عودته. يذكر أن التعاقد بين اتحاد كرة القدم المصري والمدرب الفرنسي جيرار جيلي ينص على حصول المدرب الفرنسي على كامل حقوقه المالية عن فترة التعاقد في حال فسخ الاتحاد المصري العقد قبل نهايته.