الرباط، نيويورك، "الحياة"، أ ف ب - طالب الأمين العام ل"بوليساريو" محمد عبدالعزيز الذي يزور نيويورك حالياً حيث التقى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان المنظمة الدولية بإنهاء مهمتها في الصحراء اذا لم تتمكن من تنظيم الاستفتاء قبل نهاية السنة، كما تنص الخطة الدولية، فيما قللت الرباط من احتمال معاودة القتال في المنطقة. وابلغ "الحياة" منشقون عن "بوليساريو" يعيشون في المغرب "ان هناك اتجاهاً متشدداً داخل الجبهة يحظى بدعم أطراف في الجزائر يحبذ استئناف المواجهات العسكرية". وقال هؤلاء ان عناصر من "بوليساريو" انتقلت الى معسكرات للتدريب على أسلحة متطورة في الفترة الأخيرة. وفسرت أوساط في الرباط سفر عبدالعزيز الى الأممالمتحدة واجتماعه مع انان لحضه على معاودة النظر في إرجاء الاستفتاء الى 2002 بأنه مؤشر لجهة استخدام الضغوط الديبلوماسية. واللافت ان جبهة "بوليساريو" ركزت في برنامج عملها المقبل على "تعزيز الجيش والعودة بالوضع الى ما قبل اتفاق وقف اطلاق النار". وذكرت انها تنوي "استئناف دورات التدريب وفتح المدارس العسكرية وتعزيز المناطق العسكرية بالموارد البشرية والمادية". وكانت الجبهة قامت قبل اسابيع بمناورات عسكرية بمحاذاة منطقة ميجيك الواقعة في الطرف الآخر من الصحراء الغربية. وكان عبدالعزيز أعلن في نيويورك ان على الاممالمتحدة تنظيم الاستفتاء على تقرير المصير في الصحراء قبل نهاية العام الجاري أو الاعتراف بفشلها وإنهاء مهمتها. وقد جاء عبدالعزيز الى نيويورك لنقل هذه الرسالة الى الاممالمتحدة التي تعتزم إرجاء الاستفتاء من تموز يوليو 2000 الى 2002 في أقرب حد، مما يبعد في الواقع تسوية أحد أقدم النزاعات في أفريقيا الى موعد غير محدد. وقال عبدالعزيز لوكالة "فرانس برس": "جئنا لطرح سؤال واضح: هل لا تزال الاممالمتحدة مصممة على تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية؟". واضاف: "إذا كانت هذه الإرادة موجودة فمن الممكن تنظيم استفتاء خلال العام 2000". وأضاف عبدالعزيز الذي يرأس "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي أعلنت من جانب واحد في 1976 "لكن في الحالة المعاكسة فسنقول للامم المتحدة ان وجودها في الصحراء لم يعد له معنى وان عليها بالتالي اعلان فشل عملها واستخلاص النتائج من ذلك وخصوصاً "الانسحاب" من هذه المنطقة. وتنشر الاممالمتحدة حاليا 311 جنديا ومراقباً عسكرياً ونحو مئة موظف مدني في الصحراء الغربية منذ 1991 لمراقبة وقف النار وتنظيم استفتاء يتم تأجيل موعده باستمرار منذ 1992. وفي الحقيقة يلتزم المتنازعون وقف اطلاق النار المبرم في 1991 برعاية الاممالمتحدة لكن عبدالعزيز حذر من عودة التوتر في المنطقة في حال التخلي عن فكرة اجراء الاستفتاء. وقال في هذا الخصوص ان "التراجع عن الاستفتاء يعتبر فكرة خطرة ... فبدل ان تحمل السلام فإنها تفتح الطريق امام عودة عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة". الا ان بعض الديبلوماسيين أبدوا شكوكهم حيال امكان ان تعود البوليساريو الى حمل السلاح ضد المغرب. وقد وصل عبدالعزيز الاثنين الى الولاياتالمتحدة في زيارة تستغرق ثلاثة ايام التقى خلالها انان. ومن المنتظر ان يصدر مجلس الامن الدولي قراراً هذا الشهر في شأن التجديد ل"مينورسو". وكان المجلس قرر في كانون الاول ديسمبر الماضي تمديد مهمة البعثة لشهرين ونصف فقط مشيرا الى "انه لم يعد هناك امكان على ما يبدو لإجراء الاستفتاء قبل العام 2002 وحتى بعد ذلك". وفي هذا السياق اكد عبدالعزيز: "قلنا اننا لن نستطيع ابدا قبول موعد 2002 وبالنسبة لنا فإن الاستفتاء يجب ان ينظم قبل نهاية العام 2000 في أبعد تقدير". وكان انان اعلن في كانون الاول ديسمبر انه من المرجح جداً ان يؤجل الاستفتاء الى العام 2002 في أقل تقدير بسبب حجم الخلافات بين المغرب وجبهة "البوليساريو" حول هوية الناخبين. وقد أقرت بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية المكلفة التعرف على هوية الناخبين الصحراويين بانتماء 86381 شخصا الى الصحراء الغربية مما يعني قبولهم كناخبين، من اصل نحو 180 الفا تقدموا بطلبات. لكن المغرب يحتج على هذه النتيجة ويطالب بأن يتمكن جميع الاشخاص الذين رفضت طلباتهم من الطعن بقرار منعهم من ممارسة حق الانتخاب.