أعلن الناطق باسم السلطة القضائية في ايران محمد مير صادقي أمس ان اليهود الايرانيين ال13 المعتقلين بتهمة التجسس لاسرائيل سيحاكمون "في غضون اسابيع". وأشار الى استكمال التحقيق مع هؤلاء وثمانية مسلمين ايرانيين أوقفوا بالتهمة ذاتها، مؤكداً ان المحاكمة ستجرى في شيراز حيث ألقي القبض عليهم في آذار مارس ونيسان ابريل الماضيين. في الوقت ذاته، أثارت أوساط ايرانية علامات استفهام حول امكان وجود علاقة بين الشبكة المتهمة بالتجسس وبين أحد المتورطين الاساسيين بالاغتيالات التي طاولت مفكرين وكتاباً العام الماضي. وكان أعلن قبل أيام ان المتهمين بالاغتيالات "اعترفوا بعمالتهم للموساد والاستخبارات الاميركية". وأوضحت الأوساط ذاتها ل"الحياة" ان الربط بين المسألتين يتمثل في ان أفراد شبكة التجسس اعتقلوا في شيراز مركز محافظة فارس، وهي المحافظة ذاتها التي تولى مسؤولية وزارة الاستخبارات فيها "موسوي" أحد المتورطين بعمليات الاغتيال، ويعرف باسم كاظمي، وهو من القريبين الى الرأس المدبر للاغتيالات سعيد إمامي. وكانت زوجة إمامي اعترفت في شريط بث في البرلمان الايراني بأن زوجها كان وراء ترتيب العلاقة بين المتورطين بقتل مفكرين وكتاب، وبين أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية. وتوقعت أوساط ان توضح المحاكمة المرتقبة لليهود المتهمين بالتجسس جوانب مهمة في نفي أو إثبات العلاقة بين الشبكة وقضية الاغتيالات خصوصاً اذا كانت المحاكمة علنية. واعتبرت الاستخبارات الايرانية في وقت سابق ان الضغوط الخارجية في قضية اليهود كانت تستهدف دفع ايران الى ارتكاب أعمال متطرفة تجاه المسألة. وأعلن وزير الاستخبارات علي يونسي ان الحكم الذي سيصدر بحق الموقوفين سينفذ سواء كان الإعدام أو البراءة، مضيفاً ان وزارته والقضاء لا يحبذان إصدار أحكام مشددة بحق أي مواطن ايراني الا في حال ارتكابه جرماً كبيراً. الى ذلك، اعتبر مستشار الرئيس الايراني العضو السابق في لجنة التحقيق في الاغتيالات علي ربيعي، ان هناك سيناريوات في شأن مجموعة سعيد امامي، منها الارتباط بالخارج. وتابع: "اذا كان امامي عميلاً للموساد يجب معرفة أي اماكن استطاع هذا الجهاز اختراقها". وأشار الى دور امامي ومجموعته في "عمليات تخريب للعلاقات الايرانية - الأوروبية" في السابق، منها محاولة تهريب صاروخ الى المانيا اكتشفه. حلف الاطلسي في بلجيكا، وذلك للالتفاف على المساعي التي كانت تبذل في عهد هاشمي رفسنجاني لتحسين تلك العلاقات.