استقبل طلبة كلية الآداب في جامعة دمشق الفنان السوري أيمن زيدان في طقوس احتفالية، اقتربت من الفوضى لقلة في التنظيم، من أجل اجراء حوار معه يتناول جوانب صناعة الدراما السورية. وقد غص المكان بالحضور، وقوفاً أكثر منه جلوساً. أسئلة فانتازية سطحية وجهت الى الفنان مثل سؤال عن الفرق الرياضية التي يشجعها، فأجاب: "أحلى فريق رياضي ذلك الذي لم يلعب بعد...!"، وسؤال آخر عن مدى محبته أعماله وتعلقه بها، فردّ ساخراً ان أعماله مثل أبنائه. أطرف الحوادث في ذلك اللقاء عندما صارحت إحداهن الفنان بتعلقها به وحبها الشخصي له، ولم تتورع عن إلقاء قصيدة عشق فيه. ثم أن ثمة طالبات انشغلن بتزيين وجوههن قبل مجيئه. ومع هذا، حفل اللقاء بالكثير من الأسئلة الجادة التي تناولت واقع الدراما السورية وآفاق نجاحاتها، وطرحت أخرى سياسية تتعلق بدور الدراما في مقاومة التطبيع. وعن هذا الجانب أجاب الفنان: "عبر التجربة الانسانية نعرف ان الفن أدى دوراً حاسماً ومصيرياً وتنويرياً، وفي هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها بلدنا لا بد من أن تكون مساحة الفن أكبر. اننا كفنانين واعلاميين ما زلنا مقصّرين عن مواكبة التغيرات السياسية. وحتى الآن لم يظهر أدب يعبر عن هذه المتغيرات. ولم يقدم عمل ابداعي يوازي طهارة دم شهيد فلسطيني. فصورة العربي في ذهن الغرب مشوّهة بسبب ما تنقله وسائل الاعلام الصهيونية، أما نحن فلا دور لنا في تحقيق رسالة اعلامية موجهة الى الغرب، تكون صادقة وتعكس حقيقتنا. وفي سورية لا بد من تغيير إعلامي نحو الأفضل والأرقى". وعندما سئل عن علاقة الفن بالسياسة، قال: "أنا لست فناناً سلطوياً، لكنني متفائل بقيادة الرئيس الشاب بشار الأسد. ودورنا في الفن تسليط الضوء على الأخطاء والسلبيات". وتحدث عن ضرورة تفعيل دور المؤسسات والتحديث. وعن عضويته في مجلس الشعب السوري، وتأثير ذلك في عمله الفني، قال: "العمل في البرلمان لا يعني انني مسؤول سياسي في البلد. وأنتم تعرفون واقع الحال، وما أردته من موقعي البرلماني محاولة إيجاد ظروف موضوعية تساعد في تطوير الحركة الفنية السورية". أحد الأسئلة كان عن إغفال الدراما السورية معالجة مشكلات الشباب الجامعية فردّ: "حتى الآن لم أقرأ نصاً يتحدث عن هذه المشكلات، وأنا مع كل فكرة أو نص يتطرق اليها". وعن خلافه مع الفنان رشيد عساف ومع المخرج نجدت أنزور، كان جواب الفنان ديبلوماسياً إذ قال: "نحن كفنانين أصحاب مشاريع إبداعية وثقافية ولا نقف عند التفاصيل الثانوية. نجدت أنزور مخرج كبير استطاع تحريك الوسط الدرامي لكن الفانتازيا التاريخية استُهلكت". وعن تعاونه مع المخرج باسل الخطيب، قال "انه الأقرب الى تطلعاتي وهمومي الفنية". وطبعاً لم ينس زيدان أن يتحدث عن دور الفنانين الرواد الذين أسسوا لنجاحات الدراما السورية.