واصلت اسعار النفط الخسائر الحادة التي تكبدتها خلال الايام القليلة الماضية أمس عقب اعلان مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالاجماع في ساعة مبكرة من صباح أمس انه قرر تمديد العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء الموقع مع العراق لمدة ستة اشهر اخرى. لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - هبط خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم كانون الثاني يناير في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس الى 26.85 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها 94 سنتاً على سعر الاقفال أول من أمس، علماً انه ارتفع في بداية التعامل 64 سنتاً. وتجاوز خسارة "برنت" أمس نحو 18 في المئة من المستوى المرتفع الذي سجله قبل نحو أسبوعين. وكانت أسعار النفط الخام للعقود الآجلة هبطت بشكل حاد أول من أمس بعد ان قدمت الاممالمتحدة اقتراحاً وسطاً للعراق في محاولة لحل خلاف التسعير الذي ادى الى توقف صادرات النفط الخام العراقية. واعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس ان سعر سلة النفط الخام تدنى عن عتبة ال28 دولاراً للبرميل للمرة الاولى منذ اربعة اشهر. واوضحت امانة سر المنظمة ان سعر السلة المبني على متوسط سعر سبعة خامات مختلفة، بلغ 26.85 دولار للبرميل. وقالت مصادر السوق اللندنية أمس ان الصادرات العراقية كانت لا تزال متوقفة بعد ظهر أمس، على رغم قرار الاممالمتحدة، ولليوم السادس على التوالي. وأشارت المصادر الى ان العراق لم يستجب رسمياً بعد لقرار الاممالمتحدة تمديد اتفاق النفط مقابل الغذاء. وأشارت المصادر الى انه ليست هناك أي بادرة على استئناف الصادرات العراقية من مرفأ جيهان التركي على البحر المتوسط وميناء بكر العراقي على الخليج. لكن مصادر السوق قالت إن الاسعار واصلت هبوطها أمس بسبب اقتناع عام بان العراق سيستأنف صادراته. وعلق العراق في الاسبوع الماضي صادراته التي تبلغ 2.3 مليون برميل يومياً من النفط الخام. ويسمح البرنامج لبغداد ببيع النفط تحت اشراف الاممالمتحدة لشراء اغذية وادوية ومعدات نفطية ومجموعة اخرى من السلع في مسعى لتخفيف اثار العقوبات الدولية المفروضة على العراق منذ غزوه الكويت في اب أغسطس عام 1990. وأدر برنامج النفط مقابل الغذاء 37 بليون دولار منذ ان بدأ تنفيذه في كانون الاول ديسمبر عام 1996. وذهب نحو 24 بليون دولار من هذا المبلغ الى البرامج الانسانية. وتوجد حالياً عقود قيمتها 2.5 بليون دولار تنتظر الموافقة، كما ان هناك 4.7 بليون دولار متاحة لمشتريات السلع. وقالت وكالة انباء "أوبك" اوبكنا أمس ان عامر محمد رشيد وزير النفط العراقي أبلغ الامين العام للمنظمة ريلوانو لقمان ان العراق يجري محادثات عاجلة مع الاممالمتحدة لتسوية الازمة التي أوقف صادرات النفط العراقية. ويتركز الخلاف على علاوة سعرية قدرها 50 سنتاً في البرميل طلب العراق دفعها في حساب خارج سيطرة الاممالمتحدة. وقال رعد القادري المحلل في مؤسسة "بتروليوم فينانس" انه حتى اذا تم حل الخلاف الاكثر الحاحاً في شأن أسعار النفط لشهر كانون الاول ديسمبر الجاري وتم استئناف الصادرات النفطية فان بغداد ستبقي اسواق النفط في حال توتر. وقال علي رودريغيز رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ان هبوط الطلب على نواتج التقطير يثبت صواب قرار "أوبك" الا ترفع الانتاج مرة اخرى هذه السنة. وأضاف رودريغيز وهو ايضاً وزير الطاقة والمناجم في فنزويلا ان الطلب تضرر من الزيادة الكبيرة للمخزونات على مستوى المستهلك النهائي والتي لم تنعكس في بيانات المخزونات الرسمية. وقال للصحافيين بعد مؤتمر: "في الايام القليلة الماضية انخفض الطلب على المقطرات وهو ما يبدو انه يتفق مع تحليلنا". وسئل رودريغيز عن رأي حسين كاظمبور اردبيلي مندوب ايران في مجلس أمناء "أوبك" الذي قال انه يجب على المنظمة ان تخفض الانتاج مليون برميل يومياً في الربع الثاني من السنة المقبلة فقال: "كل شيء يتوقف عى كيفية تطور اوضاع السوق". وزادت الدول ال11 الاعضاء في المنظمة انتاجها اربع مرات خلال السنة الجارية في محاولة لتخفيض الاسعار التي تجاوزت ال35 دولاراً للبرميل في الأشهر الأخيرة، وهو مستوى لم تسجله في عشرة اعوام. ومن المتوقع ان تعقد "أوبك"اجتماعاً وزارياً في 17 كانون الثاني يناير المقبل في فيينا.