لم تنم قرية حوسان ولا منطقة بيت لحم برمتها ليل الاحد - الاثنين بفعل الرعب الذي دبه الاسرائيليون من جنود ومستوطنين في قلوب المواطنين، في ليلة ذكرّت بليال سابقة كان فيها الفلسطينيون هدفا لمجازر جديدة ترتكب بحقهم. "العناية الالهية وحدها التي حمت اولادنا من الموت والرصاص الذي اطلقته مجموعة من المستوطنين باتجاه المواطنين الذين كانوا في طريقهم الى الصلاة". هذا ما قالته احدى المواطنات وهي ترتجف من هول ما شاهدته وسمعته في تلك الليلة التي قالت انها لن تنساها. ليلة اضاءت سماها قنابل قوات الاحتلال الاسرائيلي المضيئة لتحدد اهداف قذائف المدفعية ورصاصات الرشاشات الثقيلة وصواريخ المروحيات العسكرية التي ما لبثت ان شملت في عدوانها بيت لحم وبيت جالا ومخيمي عايدة والعزة في محيط مدينة بيت لحم حتى ساعات الفجر. البداية كانت بعد تناول طعام الافطار بوقت قصير وفيما كان المواطنون يتوجهون الى مسجد ابو بكر الصديق للصلاة، اذ توقفت سيارة سفاري من نوع "جي ام سي" معروفة لاهالي القرية وتابعة للمستوطنين في مستوطنة بيتار المقامة على اراضي القرية والتي وصلت في توسعها الى مداخل القرية ذاتها، وبدأت باطلاق النار بشكل عشوائي، الامر الذي ادى الى اصابة خمسة عشر مواطنا دفعة واحدة. وهب اهالي القرية للدفاع عن قريتهم ولاخراج المستوطنين منها فاذا بهم يواجهون بالاضافة الى قطعان المستوطنين قوات معززة للجيش الاسرائيلي اغلقت مداخل القرية ومنعت سيارات الاسعاف من نقل المصابين. واندلعت الاشتباكات بين المواطنين العزل والقوات الاسرائيلية في محاولة لنقل الجرحى الذين نزفوا طويلا قبل ان ينقلوا عبر الحواجز العسكرية من سيارات اسعاف الى أخرى متوجهين الى مستشفيات بيت لحم والقدس حيث وصفت اصابة خمسة منهم بانها خطيرة. الحصار كان مضاعفا، ففي المدخل الشرقي كان جنود الاحتلال الاسرائيلي بالمرصاد. وفي المدخل الغربي كان المستوطنون يسدون الطرق ويمنعون سيارات الاسعاف من المرور. والاعتداء الذي بدأ باصابة خمسة عشر فلسطينيا انتهى باصابة خمسة عشر آخرين. اعتداء المستوطنين الذين سرعان ما ساندتهم قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي، اعاد الى اذهان الفلسطينيين تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين طبيب مستوطنة كريات اربع المقامة على اراضي الخليل في رمضان عام 1994 عندما اطلق نيران سلاحه الرشاش بتواطؤ جلي مع الجنود، على المصلين داخل الحرم الابراهيمي وقتل 29 وجرح العشرات. غير ان ما حدث في قرية حوسان ذكر المواطنين ايضا بالمجزرة الرهيبة التي ارتكبها الجنود الاسرائيليين في قرية نحالين المحاذية لها في الانتفاضة الاولى حيث اطلق الجنود النار باتجاه المواطنين الذين تم اخراجهم من أسرتهم وصلبوا على جدران البلدة ليقتل منهم 13 مواطنا بدم بارد. ومع انتشار نبأ المجزرة، اندلعت اشتباكات مسلحة في محيط بيت جالا وبيت لحم ومدينة البيرة حيث لم تكتف القوات الاسرائيلية بالقصف المدفعي والرشاشات الثقيلة الذي دك المباني السكنية وبيوت المواطنين، فخرجت بمروحياتها العسكرية لتقصف بصواريخها منازل المواطنين المبنية من الطوب في مخيمي عايدة وعزة للاجئين الفلسطينيين على المدخل الشمالي من مدينة بيت لحم. واصيب عجوزان، امرأة ورجل، بجروح جراء القصف الذي ادى الى اضرار جسيمة بمنشآت حديثة بنيت في اطار مشروع "بيت لحم 2000".