للصوم تأثير مباشر ومحسوس في امراض الروماتيزم من مثل: النقرس والتهابات المفاصل المزمنة، والتهاب المفاصل الروماتيزمي الروماتويد Rheumatoid Arthritis. وثمة ما يزيد على 200 بحث نشرت في المجلات الطبية العالمية عن فوائده في علاجها. وركزت هذه التجارب على التأثير المضاد للالتهاب، والتثبيط المناعي للصيام، ونقص نفوذية الأمعاء. وفي ما يأتي بعض نتائج التجارب التي أجريت على التهاب المفاصل الرثياني روماتويد، ومنها: وجد بعد الصيام تحسن ملحوظ في التيبس الصباحي والألم والانتفاخ المفصلي وانخفاض سرعة التنفل، أو ما يُسمى بسرعة الترسب التي تكون مرتفعة في التهاب المفاصل. وأدى الصيام أيضاً إلى نقص في تحرير "انتاج" الليزوزوم من الخلايا البالغة في الدم. ويشرح هذا التأثير خاصية الصيام المضادة للالتهاب، لان للمحتويات الليزوزومية علاقة بمراحل الالتهاب المختلفة. والصيام كذلك يسبب زيادة تركيز مادة الاندورفين في الدم التي تعرف بدورها الفاعل في تخفيف الألم، ما يؤدي إلى انخفاض ألم المفاصل. وتبين أيضاً ازدياد نسبة الكورتيزول بدرجة معتدلة في الدم، والمعروفة بخاصيتها المضادة للالتهاب، لذلك يُعطى المرضى أحد أنواع الكورتيزول للعلاج، والتي قد تُعزى إلى نقص استقلاب الهرمون والتأثيرات النفسية للصوم. ويدعم ذلك الرأي القائل إن للصيام تأثيراً مثبطاً لمناعة الجسم. ثمة نظرية تقول بوجود تلازم بين العوامل المعدية والمعوية والتهاب المفاصل الروماتيزمي، وتؤكد ذلك تجارب نشرت في "مجلة الأمراض الروماتيزمية الأميركية" وأثبتت أن النفوذية المعوية تقل في الصيام فينقص مرور الجزيئات الكبيرة الناتجة عن الجراثيم المعوية أو الغذائية من طريق الغشاء المعوي، وبالتالي تنقص المعقدات المناعية الداخلة في تركيب هذا المرض الروماتيزمي. ويلاحظ أن التجارب السابقة أُجريت على من خضعوا للصوم الطبي المديد وهو عبارة عن الصيام عن الطعام والاكتفاء بشرب الماء فقط إلا أن هذا النوع من الصيام له محاذيره ومخاطره إذ يحرم الجسم الأحماض الدهنية والأمينية الأساسية المتوافرة في الغذاء، ويحدث تجمع الدهون في الكبد ومن ثم التشميع فيه. وكذلك فإن الأحماض الدهنية تتأكسد ببطء، ولا تتجمع الأجسام الكيتونية في الدم وتحدث حموضة الدم الخطيرة. لكن هذه التأثيرات غير موجودة في الصيام الشرعي الذي يكفل إمداد الجسم بالأحماض الأساسية في وجبتي السحور والفطور، ويتولى الكبد تركيب البروتين والمواد الدهنية الفسفورية بمعدل كافٍ لتصنيع البروتين الشحمي، ولا يحدث التشميع الكبدي.