قابلت وسائل الاعلام العراقية "الأسبوع الأدبي الفرنسي - العراقي" الذي شهدته بغداد باهتمام بالغ مؤكدة "ان أسبوعاً أدبياً واحداً في العام كاف لتقويض كل جدران العزلة وفتح الأبواب على مصاريعها لتبادل الثقافات وتعزيز الأواصر التي لا يمكن ان تنفصم بين المبدعين وان اختلفت اللغات والأساليب". وأكد الأدباء الفرنسيون المشاركون بدعوة من دور النشر الفرنسية و"المركز الإقليمي للآداب" في اقليم لونكدورك روسيون بالتعاون مع "شعبة رعاية المصالح الفرنسية" في بغداد انهم توقعوا رؤية بلاد مدمرة بينما اكتشفوا شمساً عراقية رائعة. ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن الروائية آن براغونس انها جاءت الى العراق وهي تحمل هواجس مختلفة، يحدوها الأمل بالتعرف إلى كتاب وكاتبات من العراق، وانها مسحورة بما قرأته عن الحضارات العراقية القديمة. وقالت: "تصورت أنني سأجد مدناً مدمرة بعدما شاهدنا الحرب وتابعناها. لكنني ما إن وصلت حتى اخذتني الحياة في العراق بدفئها وحميميتها. وجدت مدينة تحيا بكل معنى الكلمة. وجدت شمساً عراقية رائعة، وحدائق زاهية ... وطلبة يعشقون العلم ويرغبون في التواصل الحضاري من كل قلوبهم ...". وأكدت الكاتبة براغونس التي كتبت 20 رواية ومجموعتين قصصيتين ودراستين موسعتين عن الكاتبة الأميركية فيرجينيا وولف بحسب ما أفادت "الجمهورية" انها ستكتب عن "تجربتها العراقية". فالانطباعات التي تكونت لديها ستظل راسخة في داخلها. غير انها "لا تدري متى تفصح عنها بطريقتها الخاصة في ترجمة الأفكار والرؤى. واذا كانت "الشمس العراقية الرائعة" سحرت براغونس فإن الروائية والشاعرة في كابيس لا تخفي أسباباً سياحية لزيارتها فتقول انها حين مشت في أسواق بغداد كانت "تعيش ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة" التي قرأتها وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وتضيف "حين قرأتها قررت ان أصبح كاتبة، فضحك الجميع مني، ولكنني في النهاية أصبحت كاتبة بالفعل". الكاتبة كابيس المتخصصة في آداب أوروبا الشرقية ودول البلقان ولها كتاب في عنوان "خريف في بودابست" كانت غطت الأحداث التي عاشتها يوغوسلافيا والتقت هناك كتاباً معروفين كالألماني غونتر غراس والأميركية سوزان سونتاغ والاسباني خوان غويتسولو. تلمح كابيس الى انها بمثل التدفق الذي عرفته في يوغوسلافيا وهي تنقل فصولاً من مأساتها ستنقل لقراء "المجلة البوسنية" ما عرفته في العراق من قرب. ويأمل برونو روا صاحب دار نشر "فاتامورغانا" التي نشرت قصائد بدر شاكر السياب بترجمة الشاعر اللبناني صلاح ستيتيه والشاعر العراقي كاظم جهاد ان "زيارته للعراق هي لمؤازرة ضحايا الحصار". وندد "بحرمان شعب بأكمله من الكتاب والكلمة المكتوبة. وحرمان مبدعيه سبل الاتصال بمبدعي العالم. مترجم عراقي عن الفرنسية كان رافق الشعراء والكتاب الفرنسيين الذي زاروا بغداد في تظاهرة "ربيع الشعر الفرنسي" في آذار مارس الماضي ويقيم حالياً في عمّان قال ان وزارة الثقافة والإعلام تضع للوفود الإعلامية التي تزور بغداد برنامجاً خاصاً لا يتيح لها تكوين وجهات نظر بعيدة من الإطار الرسمي. وأشار الى ان "شعبة المصالح الفرنسية" و"المركز الثقافي الفرنسي" في بغداد يقصدان "إشراك المثقفين الفرنسيين في تطوير العلاقات مع العراق عبر اضافة الجانب الثقافي الى علاقات تبدو مصالح الشركات النفطية الفرنسية المسيطرة الأولى عليها".