سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خسائر ب5 ملايين دولار جراء التدمير الكلي أو الجزئي للمصانع في الضفة والقطاع خلال الانتفاضة . فرك عينيه ونظر مجدداً لتتأكد له الفاجعة : ورشته سويت بالأرض وحل مكانها الجنود والدبابات
كعادته في كل صباح، توجه علي الزعيم وأبناؤه الثلاثة الى الورشة الضخمة التي يمتلكها. إلا أن رحلة صباح أمس لم تكن كرحلة كل يوم، اذ انتهت بفاجعة كبيرة، لم يستطع علي تحملها فسقط مغشياً عليه من هول الصدمة. عندما اقترب علي من موقع الورشة فوجئ بأنها غير موجودة، بل كانت المنطقة ساحة خالية من أي مبان أو منشآت، فاعتقد للوهلة الأولى انه ضل الطريق. فرك عينيه ونظر مجدداً، ليتأكد له المكان، لكن من دون ورشة وبوجود كثير من الدبابات. تقدم مع ابنائه باتجاه الجنود الذين بادروا باطلاق النار في اتجاههم لمنعهم من مواصلة تقدمهم. تقع الورشة على مساحة 8 آلاف متر مربع جنوب شرقي مدينة غزة وسط البساتين ويحدها من الشرق خط الهدنة الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 1948. وقال الزعيم ل"الحياة": "لقد دمروا كل شيء... لقد دمروا حياتي وحياة ابنائي وأسرنا جميعاً، لم يبق لنا شيء، لقد سووا الورشة بالأرض، ولم نر المبنى ولا السيارات التي تقف داخل الورشة". وقدر الزعيم خسارته بنحو 1.5 مليون دولار، هي حصيلة ما تم تدميره من مبنى وسيارات ومحركات سيارات وآلات وغيرها. وأشار الزعيم الى تدمير نحو 85 سيارة من نوع "مرسيدس"، ومثلها من نوع "أوبل" الالمانيتين، اذ سحقتها الجرافات والآليات التابعة لقوات الاحتلال، حسب بعض الشهود من السكان القلائل القاطنين في المنطقة. وقال نقلاً عن هؤلاء الشهود ان قوات الاحتلال عملت طوال ساعات الليل على تدمير الورشة وما فيها. وأضاف ان الورشة كانت تحوي الى جانب السيارات 200 محرك لسيارات "مرسيدس"، وخمسة آلاف اطار سيارة، ورافعات، وسيارات روافع، وشاحنات ونحو 40 دراجة نارية، وبئراً لمياه الشرب، وغيرها. ومنشأة الزعيم ليست الأولى التي تدمرها قوات الاحتلال التي باتت تتبع سياسة "الأرض المحروقة"، في محاولات قمع الانتفاضة المتواصلة منذ نهاية شهر أيلول سبتبمر الماضي، وضمن سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها. وتبرر قوات الاحتلال عادة قيامها بمثل هذه الأعمال بأن مجهولين أو مسلحين فلسطينيين اطلقوا النار من هذه الأماكن أو قربها. ومنذ بدء الانتفاضة دمرت سلطات الاحتلال كلياً أو جزئياً عدداً كبيراً من المصانع والمشاغل والورش في الضفة والقطاع، في محاولة لاجبار الفلسطينيين على دفع فاتورة باهظة الثمن لاستمرار الانتفاضة، مضافة الى العدد الكبير من الشهداء والجرحى والمعاقين. وكانت دمرت في تشرين الأول اكتوبر الماضي مصنعاً لسكب الحديد كان يقع الى جوار الموقع العسكري الاسرائيلي قرب مفترق الشهداء جنوبغزة، على بعد مئات من الأمتار من مستوطنة "نتساريم". وأفاد تقرير أصدرته أواخر الشهر الماضي وزارة الصناعة ان الخسائر الاجمالية لتدمير نحو 15 مصنعاً بشكل كلي أو جزئي، بلغت نحو ثلاثة ملايين دولار. وفي أعقاب صدور التقرير دمرت سلطات الاحتلال مصنعاً لفرز وتغليف الخضار في مدينة دير البلح، قدرت خسائره بنحو نصف مليون دولار، اضافة الى تدمير ورشة الزعيم، أي ان الخسائر الاجمالية تبلغ نحو 5 ملايين دولار، من دون احتساب خسائر تدمير أي مصانع في الضفة الغربية أخيراً.