في خرق جديد للهدنة المعلن عنها في قمة شرم الشيخ، استشهد صباح أمس الأحد مواطن فلسطيني فيما أصيب اثنان آخران في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية ان قوات الاحتلال فتحت صباح اليوم نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل المواطنين الممتدة على طول الشريط الحدودي مع مصر. وقال الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الطوارئ في وزارة الصحة أن قوات الاحتلال أبلغت الارتباط الفلسطيني، باستشهاد مواطن لم تعرف هويته بعد، في منطقة الشعوت على الشريط الحدودي جنوب رفح، مشيرا إلى أن أطقم الإسعاف، توجهت إلى المكان لنقل جثمان الشهيد. كما أصيب شاب فلسطيني صباح امس برصاص قوات الاحتلال في رفح؛ وأفاد الدكتور معاوية حسنين، بأن الشاب جمال طالب الشاوي (29 عاماً)، أصيب بعيار ناري في الكتف، أثناء وجوده في منطقة تل زعرب جنوب رفح، ووصفت إصابته بالمتوسطة، فيما أصيب المواطن حامد الدباس (26 عامًا)، في حين أصيب فلسطيني ثالث يدعى أحمد سكينة (16 عامًا) في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، بعيار ناري نقل على أثره الى مستشفى «ناصر» بالمدينة في سياق آخر، أكد محافظ خانيونس، حسني زعرب على أن الخسائر الإجمالية على مدار 4 سنوات من الانتفاضة، بلغت في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، نصف مليار دولار، منها 200 مليون دولار خسائر القطاع الزراعي. وقال زعرب خلال مؤتمر صحافي عقد بمقر المحافظة حول خسائر المحافظة على مدار 4 سنوات من الانتفاضة: «أن محافظة خانيونس التي تحيط بها المستعمرات من كل جهة تعرضت للعديد من الانتهاكات الإسرائيلية، سواء من سياسة تدمير المنازل الإسرائيلية، أو تجريف الأراضي الزراعية، أو تدمير البنية التحتية، نتج عن هذه المعاناة تفشي ظاهرة البطالة التي زادت عن 70٪». وأشار أن محافظة خانيونس سقط فيها من الشهداء خلال الانتفاضة الثانية، ما يزيد عن 250 شهيداً، ودمر ما يزيد عن 5000 منزل، منها ما دمر بشكل كلي ومنها ما دمر بشكل جزئي، منوهاً بأن المحافظة كانت تستعين بالأخ الرئيس الراحل ياسر عرفات، لتقديم المساعدات لهؤلاء المتضررين والتي بلغت خلال الأربع سنوات ما يزيد عن مليون ونصف المليون دولار. واستطرد قائلاً: «أن تجريف الأراضي والتي زادت عن 5000 دونم مزروعة بالأشجار المثمرة »زيتون، حمضيات، لوزيات، نخيل إلى جانب زراعة الخضروات المختلفة، كلها جرفت ودمرت، حيث بلغت خسائر التجريف 200 مليون دولار خلال سنوات الانتفاضة. على صعيد آخر، قال مسؤول حدودي مصري إن السلطات الاسرائيلية سمحت أمس للفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16و35 عاما بالسفر من وإلى الأراضي الفلسطينية عبر معبر رفح الحدودي وذلك للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر «ايلول» 0002. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز ان «اسرائيل» سمحت بعبور 50 فلسطينيا من تلك الفئة العمرية إلى مصر وعدد آخر لم يحدده إلى الأراضي الفلسطينية بعد أن كانت منعت انتقالهم عبر الحدود في أعقاب تفجر الانتفاضة. وتابع المسؤول أن أكثر المستفيدين من هذا القرار هم الطلاب الفلسطينيون الذين يدرسون بالخارج والذين يبلغ عددهم نحو 15 الف طالب يدرسون بالجامعات المصرية والعربية وكانوا احتجزوا بالأراضي الفلسطينية بعد صدور القرار الاسرائيلي. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اتفقا في قمة شرم الشيخ الرباعية في وقت سابق من الشهر الجاري على وقف العنف بين الجانبين، وأعقب ذلك اتخاذ اجراءات من الجانبين لتسهيل تطبيق الهدنة وتماسكها.