} تأكدت الأنباء عن الخلافات بين الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس مجلس الأمة في شأن عمل ومهمات الغرفة الثانية للبرلمان وأبدى السيد بشير بومعزة رغبة في التخلي عن رئاسته المجلس والتفرغ لكتابة مذكراته النضالية. وأفضت عملية القرعة إلى إنهاء مهمات 24 عضواً من بينهم ثلاثة جنرالات متقاعدين. ذكر رئيس مجلس الأمة الجزائري السيد بشير بومعزة أنه لم يعد متحمساً لرئاسة الغرفة الثانية للبرلمان وأنه سيقرر مصيره على رأس هذه المؤسسة في العاشر من الشهر المقبل ورجح أن يضع حداً لرئاسة المجلس ليتفرغ بعد ذلك لكتابة المذكرات الخاصة بمسيرته النضالية التي كان بدأها في حزب الشعب الجزائري قبل 58 سنة. وأفاد السيد عمار بخوش مسؤول الإعلام في المجلس أحد مستشاري الرجل الثاني في البلاد أن السيد بومعزة سينتقل غداً إلى جنيف لإجراء فحوص طبية. ولفت إلى أن الزيارة كانت مقررة الأسبوع الماضي وتأجلت بسبب أعياد الميلاد. وقال بومعزة، في تصريح ل"الحياة"، في احتفال نظم على هامش عملية القرعة لتجديد النصف المعين في إطار الثلث الرئاسي، أنه يعاني فعلاً من المرض الذي أتعبه وحال دون تمكنه من الظهور في المناسبات الرسمية خلال الأيام الماضية. وبدت ملامح تعب شديد على رئيس الغرفة الثانية للبرلمان الجزائري وقال أنه اضطر إلى حضور الاحتفال خشية من القراءات السياسية التي قد تطرحها الصحف لغيابه المتكرر. وقال: "أقسم باسم القرآن الكريم أنا مريض جداً". وعن تعليقه على الرأي الذي عرضه المجلس الدستوري في شأن تجديد أعضاء مجلس الأمة والذي جاء على نحو مخالف لاقتراحاته التي كان حاول تطبيقها مرتين. قال بومعزة: "في دولة القانون لا يمكننا إلا أن نصمت أمام قرار المجلس الدستوري". ورفض التعليق على الجدل الذي أثير في شأن علاقاته مع الرئيس بوتفليقة. واكتفى الرئيس بومعزة خلال الجلسة العلنية للمجلس أمس، بتأكيد اقتناعه بأن عملية القرعة التي اقرها المجلس الدستوري لمصلحة الرئيس الجزائري تعد "عملية إستثنائية وفريدة من نوعها، بل وحشية لكن هذا هو الدستور وهذه هي القوانين". وتعهد بعدم قطع العلاقات مع الأعضاء ال 24 الذين غادروا المجلس بعد إنتهاء ولايتهم في المجلس. وبعد دردشة قصيرة غادر رئيس مجلس الأمة قاعة الإستقبال، ثم عاد إليها على غير المعتاد وأصر على التأكيد بأنه مستعد لتحمل كامل مسؤولياته وقال انه بلغ 73 سنة ويعرف جيداً ممارسة السياسة قبل أن يبادل الحديث مراسلة صحيفة "المجاهد" الحكومية القريبة من رئاسة الجمهورية وطلب منها تفادي تقديم نصف الخبر وتحاشي النصف الآخر وقال: "لا تقولي ويل للمصلين وتتوقفي". ولم يحدد معنى ومغزى إشاراته. ولفت مصدر قريب من رئيس مجلس الأمة الى أن بشير بومعزة "ليس من الأشخاص الذين يأتمرون بالهاتف"، مشيراً إلى أن رأي المجلس الدستوري الجديد يتناقض تماما مع رأي آخر كان أبلغه للمجلس قبل أسبوعين وحصلت "الحياة" على نسخة منه. وترجح أوساط مطلعة أن يكون وراء تأخير بومعزة تاريخ النظر في مستقبله السياسي الى رغبته في الحصول على نتائج الفحوص الطبية ومعرفة الاعضاء الجدد الذين سيعينهم الرئيس الجزائري الأسبوع المقبل لمعرفة الأجواء الجديدة وبالتالي تقرير مصيره على رأس هذه الهيئة. ومن المقرر أن يعلن الرئيس بوتفليقة، الأسبوع المقبل، قائمة ال24 عضواً الذين سيمثلونه في مجلس الأمة، وتردد ان الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني السيد محمد الشريف مساعدية سيكون رئيساً للمجلس. لكن بشير بومعزة رأى أنه إنتخب على رأس المجلس لولاية كاملة أي ست سنوات ولم يرد الدخول في أي نقاش فقهي "الدستور واضح" كما قال.