أنقرة - "الحياة"، رويترز - حذرت تركياهولندا من انها ستلحق بنفسها الضرر اذا سمحت لجماعات "ارهابية" يسارية تركية بالعمل على أراضيها، وذلك في بيان صدر في وقت متأخر مساء اول من امس، هاجمت فيه وزارة الخارجية التركية هولندا لايوائها الحزب الثوري لتحرير الشعب الذي ينتمي الى اقصى اليسار التركي. واعلن وزير العدل التركي حكمت سامي ترك امس، ان حوالى 350 سجيناً تركياً يواصلون اضراباً مفتوحاً عن الطعام وان اكثر من 1650 آخرين ينفذون اضراباً مماثلاً تضامناً مع رفاقهم، على رغم الهجمات الذي شنتها القوات التركية على السجون. وجاء ذلك بعد مقتل 62 سجيناً يسارياً في حملة على السجون التركية الاسبوع الماضي. وقال مسؤولون ان الحملة سددت ضربة قاصمة لليساريين المتشددين الذين يسعون الى اطاحة النظام. وكان مسؤولون اتراك قالوا ان السجناء اليساريين الذين اضرب كثير منهم عن الطعام بسبب خطط لاصلاح السجون، يتم توجيههم والتنسيق في ما بينهم، من خلال خلايا ثورية في بريطانياوهولندا وفرنسا وبلجيكا وسورية والمانيا واليونان. وقالت وزارة الخارجية في بيان: "تلقينا بدهشة وأسف معلومات بأن رئيس بلدية روتردام ومسؤولاً بارزاً في وزارة الخارجية الهولندية، استقبلا اعضاء في الحزب الثوري وعقدا مؤتمراً صحفياً معهم". واضافت: "ان تركيا تعتقد ان الدول التي تتبنى موقفاً من شأنه مساعدة المنظمات الارهابية ستحلق الضرر بنفسها، وتتوقع من الدول المعنية وخصوصاً في اوروبا احترام التعهدات التي اصدرتها لمكافحة الارهاب". وليست تلك الاتهامات جديدة، الا ان الحملة التي شنتها على السجون الاسبوع الماضي، عززت من شكوك انقرة في ان الجماعات "الارهابية" التركية، تجد ملاذاً في اوروبا الغربية. وكانت وزارة الداخلية التركية تحدثت عن مكالمات هاتفية سجلتها لاعضاء الحزب الثوري في هولندا وهم يعطون أوامر لليساريين في السجون التركية بالتصدي لقوى الامن. وترافق ذلك مع مواقف جمعيات حقوق الانسان التي دانت عملية اقتحام السجون واتهمت انقرة بالتعامل بوحشية مع السجناء وطالبت بإجراء تحقيق حول كيفية مقتل 26 سجيناً واصابة حوالى 150 آخرين. وانتقد وزير الداخلية التركي سعد الدين طنطان هذه الجمعيات واتهمها بالسعي الى الشهرة. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء عمليات اقتحام السجون التي هدفت بحسب تعبيره، الى انقاذ السجناء من خطر اصرارهم على الاضراب عن الطعام لمدة طويلة، وانهاء سيطرة الجماعات اليسارية على السجون. واشار الوزير الى أن أحداً من المسؤولين لم يستطع دخول سجن بايرام باشا منذ تسع سنوات، بسبب سيطرة السجناء عليه. وعرض طنطان ما تم العثور عليه داخل السجون من اسلحة وأجهزة اتصال لاسلكية. وفي غضون ذلك، اطلق المئات من السجناء خلال اليومين الماضيين، بعد دخول قانون العفو حيز التنفيذ. ويتوقع ان يصل عدد المعفو عنهم الى 35 ألف سجين خلال الايام والأسابيع المقبلة. ويستثني هذا العفو السجناء اليساريين.